responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 469
فأما قراءة نافع وأبي جعفر وابن عامر (لا يحسبن) بالياء، فلا تحسبنهم بالتاء وفتح الياء فمثل قراءة ابن كثير، وأبي عمرو إلا في قوله (فلا تحسبنهم).
والمفعولان اللذان يقتضيهما الحسبان في قوله (لا يحسبن الذين يفرحون) محذوفا لدلالة ما ذكر من بعد عليهما، ولا يجوز البدل هنا كما جاز هناك، لاختلاف الفعلين باختلاف فاعليهما.
وأما قراءة حمزة بالتاء فيهما فحذف المفعول الثاني الذي يقتضيه (تحسبن) لأن ما يجئ من بعد قوله (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) يدل عليه. ويجوز أن يجعل (تحسبنهم) بدلا من (تحسبن)، والفاء زائدة كما في قوله: " فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي ".
النزول: نزلت في اليهود حيث كانوا يفرحون بإجلال الناس لهم، ونسبتهم إياهم إلى العلم، عن ابن عباس. وقيل: نزلت في أهل النفاق، لأنهم كانوا يجمعون على التخلف عن الجهاد مع رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ". فإذا رجعوا اعتذروا وأحبوا أن يقبل منهم العذر، ويحمدوا بما ليسوا عليه من الإيمان، عن أبي سعيد الخدري، وزيد بن ثابت. وقيل: أتت يهود خيبر إلى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فقالوا: نحن نعرفك ونؤمن بك، وليس ذلك في قلوبهم. فحمدهم المسلمون. فنزلت فيهم الآية، عن قتادة.
المعنى: ثم بين سبحانه خصلة أخرى ذميمة من خصال اليهود فقال: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا) أي: الفارحون الذين يفرحون بالنفاق (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) أي: بالإيمان. وقيل: هم اليهود الذين فرحوا بكتمان أمر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، وأحبوا أن يحمدوا بأنهم أئمة، وليسوا كذلك. وقد عرفت المعنى في القراءة بالتاء والياء في الحجة، فلا معنى لإعادته. وقال أبو القاسم البلخي: إن اليهود قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه، وأهل الصلاة والصوم، وليسوا أولياء الله، ولا أحباءه، ولا أهل الصلاة والصوم، ولكنهم أهل الشرك والنفاق، وهو المروي عن أبي جعفر الباقر " عليه السلام ". وقيل: معناه إنهم يحبون أن يحمدوا على إبطالهم أمر محمد، وتكذيبهم به. والأقوى أن يكون المعني بالآية من أخبر الله عنهم، أنه أخذ ميثاقهم في أن يبينوا أمر محمد، ولا يكتموه. وعليه أكثر أهل التأويل. وقوله: (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) أي: لا تظننهم بمنجاة، وبعد من النار (ولهم عذاب أليم) أي: مؤلم موجع.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست