responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 457
(على ما أنتم عليه) يا أهل الكفر من الإبهام، واشتباه المخلص بالمنافق أي: لم يكن يجوز في حكم الله أن يذرهم على ما كنتم عليه قبل مبعث النبي، بل يتعبدكم (حتى يميز الخبيث من الطيب) أي: الكافر من المؤمن، عن قتادة والسدي.
وقيل: حتى يميز المنافق من المخلص يوم أحد، على ما مضى شرحه، عن مجاهد وابن إسحاق وابن جريج. وقيل: هو خطاب للمؤمنين وتقديره: ما كان الله ليذركم يا معشر المؤمنين على ما أنتم عليه من التباس المؤمن بالمنافق. وعلى هذا فيكون قد رجع من الخبر إلى الخطاب، كقوله: (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم).
واختلف في أنه بأي شئ ميز بين الخبيث والطيب فقيل: بالامتحان وتكليف الجهاد، ونحوه مما يظهر به الحال، كما ظهر يوم أحد، بأن ثبت المؤمنون وتخلف المنافقون، عن الجبائي. وقيل: بالآيات والدلالات التي يستدل بها عليهم. وقيل:
بأن ينصر الله المؤمنين ويكثرهم، ويعز الدين، ويذل الكافرين والمنافقين، عن أبي مسلم. وقيل: بأن يفرض الفرائض، فيثبت المؤمن على إيمانه، ويتميز ممن ينقلب على عقبيه. (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) أي: ما كان الله ليظهر على غيبه أحدا منكم، فتعلموا ما في القلوب أن هذا مؤمن، وهذا منافق (ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء) أي: يختار من يشاء فيطلعه على الغيب أي: يوقفه على علم الغيب، ويعرفه إياه.
(فآمنوا بالله ورسله) كما أمركم (وإن تؤمنوا) أي: تصدقوا (وتتقوا) عقابه بلزوم أمره، واجتناب نهيه (فلكم) في ذلكم (أجر عظيم) وقيل: معناه يصطفي من رسله من يشاء، ممن يصلح له، ولا يطلعه على الغيب، عن السدي. وفي هذه الآية دلالة على أنه يجوز أن يصلح جماعة لرسالته، فيختار منهم من يشاء، إما لأنه أصلح، وبالتأدية أقوم، وعن المنفرات أبعد. وإما لأنهم قد تساووا في جميع الوجوه، فيختار من يشاء من بينهم، لأن النبوة ليست مستحقة، ولا جزاء. وفيها دلالة على أن الثواب مستحق بالإيمان والتقوى، خلافا لمن قال إنه تفضل.
(ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير [180]).


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست