responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 452
القرآن، إلا قوله: (لا يحزنهم) فإنه ضم الياء.
الحجة: قال أبو علي: قال سيبويه تقول: فتن الرجل وفتنته، وحزن الرجل وحزنته، وزعم الخليل أنك حيث قلت فتنته وحزنته، لم ترد أن تقول جعلته حزينا، وجعلته فاتنا، كما أنك حين تقول: أدخلته جعلته داخلا، ولكنك أردت أن تقول:
جعلت فيه حزنا وفتنة، كما تقول: كحلته جعلت فيه كحلا، ودهنته جعلت فيه دهنا. فجئت بفعلته على حدة، ولم ترد بفعلته ها هنا تغيير قولك حزن وفتن. ولو أردت ذلك لقلت: أحزنته وأفتنته قال: وقال بعض العرب: أفتنت الرجل وأحزنته:
إذا جعلته فاتنا وحزينا، فغيروا فعل. قال أبو علي: فهذا الذي حكيته عن بعض العرب حجة نافع. فأما قراءة (لا يحزنكم الفزع الأكبر): فيشبه أن يكون اتبع فيه أثرا وأحب الأخذ بالوجهين.
الاعراب: قوله (شيئا): نصب على أنه وقع موقع المصدر، ويحتمل أن يكون نصبا بحذف الباء، كأنه قال: بشئ مما يضر به، كما يقال: ما ضررت زيدا شيئا من نقص مال، ولا غيره.
المعنى: لما علم الله تعالى المؤمنين ما يصلحهم عند تخويف الشيطان إياهم، خص رسوله بضرب من التعليم في هذه الآية فقال: (ولا يحزنك) أيها الرسول (الذين يسارعون قي الكفر) يعني المنافقين، عن مجاهد، وابن إسحاق، وقوما من العرب، ارتدوا عن الاسلام، عن أبي علي الجبائي (إنهم لن يضروا الله شيئا) بكفرهم ونفاقهم وارتدادهم، لأن الله تعالى لا يجوز عليه المنافع والمضار. وإنما قال ذلك على جهة التسلية لنبيه " صلى الله عليه وآله وسلم "، لأنه كان يصعب عليه كفر هؤلاء، ويعظم عليه امتناعهم عن الإيمان. ولا يبعد أنه ربما كان يخطر بباله أن مسارعتهم إلى الكفر، وامتناعهم عن الإيمان،. لتفريط حصل من قبله، فأمنه الله من ذلك، وأخبر أن ضرر كفرهم راجع إليهم، ومقصور عليهم.
(يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة) أي: نصيبا في الجنة. وإذا كانت الإرادة تتعلق بما يصح حدوثه، ولا يتعلق بأن لا يكون الشئ، فلا بد من حذف في الكلام، ومعناه: إنه يريد أن يحكم بحرمان ثوابهم الذي عرضوا له في تكليفهم، وأن يعاقبهم في الآخرة على سبيل الجزاء، لكفرهم ونفاقهم (ولهم عذاب عظيم) هذا ظاهر المعنى. وهذا يدل على بطلان مذهب المجبرة، لأنه تعالى نسب إليهم

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست