responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 449
فأخبره بقول أبي سفيان، فقال رسول الله وأصحابه: حسبنا الله ونعم الوكيل. ثم انصرف رسول الله إلى المدينة بعد الثالثة، وقد ظفر في وجهه ذلك بمعونة ابن المغيرة بن العاص، وأبي قرة الجمحي. وهذا قول أكثر المفسرين.
وقال مجاهد وعكرمة: نزلت هذه الآيات في غزوة بدر الصغرى، وذلك أن أبا سفيان قال يوم أحد، حين أراد أن ينصرف: يا محمد! موعد بيننا وبينك موسم بدر الصغرى القابل إن شئت. فقال رسول الله: ذلك بيننا وبينك. فلما كان العام المقبل خرج أبو سفيان في أهل مكة، حتى نزل (مجنة) من ناحية (الظهران) ثم ألقى الله عليه الرعب. فبدا له، فلقي نعيم بن مسعود الأشجعي، وقد قدم معتمرا، فقال له أبو سفيان: إني واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقي بموسم بدر الصغرى، وأن هذه عام جدب، ولا يصلحنا إلا عام نرعى فيه الشجر، ونشرب فيه اللبن، وقد بدا لي أن لا أخرج إليها، وأكره أن يخرج محمد، ولا أخرج أنا، فيزيدهم ذلك جرأة. فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل أضعها على يد سهيل بن عمرو.
فأتى نعيم المدينة، فوجد الناس يتجهزون لميعاد أبي سفيان، فقال لهم: بئس الرأي رأيكم، أتوكم في دياركم وقراركم، فلم يفلت منكم إلا شريد، فتريدون أن تخرجوا، وقد جمعوا لكم عند الموسم، فوالله لا يفلت منكم أحد! فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ": والذي نفسي بيده، لأخرجن ولو وحدي! فأما الجبان فإنه رجع، وأما الشجاع فإنه تأهب للقتال، وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل.
فخرج رسول الله في أصحابه، حتى وافوا (بدر الصغرى) وهو ماء لبني كنانة، وكانت موضع سوق لهم في الجاهلية، يجتمعون إليها في كل عام، ثمانية أيام.
فأقام ببدر ينتظر أبا سفيان، وقد انصرف أبو سفيان من (مجنة) إلى (مكة) فسماهم أهل مكة جيش السويق، ويقولون إنما خرجتم تشربون السويق. ولم يلق رسول الله وأصحابه أحدا من المشركين ببدر، ووافق السوق، وكانت لهم تجارات، فباعوا وأصابوا للدرهم درهمين، وانصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين. وقد روى ذلك أبو الجارود، عن الباقر " عليه السلام ".
المعنى: (الذين استجابوا لله والرسول) أي: أطاعوا الله في أوامره، وأطاعوا رسوله. (من بعد ما أصابهم القرح) أي: نالهم الجراح يوم أحد (للذين أحسنوا منهم) بطاعة رسول الله وإجابته إلى الغزو (واتقوا) معاصي الله لهم (أجر عظيم)

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست