responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 447
أردفتهم، قتلتموهم حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد، تركتموهم فارجعوا فاستأصلوهم. فبلغ ذلك الخبر رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم "، فأراد أن يرهب العدو، ويريهم من نفسه وأصحابه قوة. فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان. وقال: ألا عصابة تشدد لأمر الله، تطلب عدوها، فإنها أنكأ للعدو، وأبعد للسمع؟ فانتدب عصابة منهم، مع ما بهم من القراح والجراح الذي أصابهم يوم أحد، ونادى منادي رسول الله: ألا لا يخرجن أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، وإنما خرج رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " ليرهب العدو، وليبلغهم أنه خرج في طلبهم، فيظنوا به قوة، وأن الذي أصابهم لم يوهنهم من عدوهم، فينصرفوا.
فخرج في سبعين رجلا حتى بلغ (حمراء الأسد)، وهي من المدينة على ثمانية أميال. وذكر علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره أن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " قال: هل من رجل يأتينا بخبر القوم؟ فلم يجبه أحد. فقال أمير المؤمنين: أنا آتيك بخبرهم.
قال: إذهب فإن كانوا ركبوا الخيل وجنبوا الإبل، فإنهم يريدون المدينة. وإن كانوا ركبوا الإبل، وجنبوا الخيل، فإنهم يريدون مكة. فمضى أمير المؤمنين " عليه السلام " على ما به من الألم والجراح، حتى كان قريبا من القوم، فرآهم قد ركبوا الإبل، وجنبوا الخيل.
فرجع وأخبر رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " بذلك. فقال: أرادوا مكة. فلما دخل رسول الله المدينة، نزل جبرائيل فقال: يا محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله، عز وجل، يأمرك أن تخرج ولا يخرج معك إلا من به جراحة. فأقبلوا يكمدون جراحاتهم، ويداوونها.
فأنزل الله تعالى على نبيه " صلى الله عليه وآله وسلم ": (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون).. فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح، حتى بلغوا (حمراء الأسد). وروى محمد بن إسحاق بن يسار، عن عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبي السائب أن رجلا من أصحاب النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " من بني عبد الأشهل، كان شهد أحدا، قال: شهدت أحدا أنا وأخ لي، فرجعنا جريحين. فلما أذن مؤذن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " بالخروج في طلب العدو، قلنا: لا تفوتنا غزوة مع رسول الله، فوالله ما لنا دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل. فخرجنا مع رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم "، وكنت أيسر جرحا من أخي. فكنت إذا غلب حملته عقبة، ومشى عقبة، حتى انتهينا مع رسول الله إلى (حمراء الأسد) فمر برسول الله معبد الخزاعي بحمراء الأسد، وكانت

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست