responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 432
النزول: روي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير أنها نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر من المغنم، فقال بعضهم: لعل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أخذها. وفي رواية الضحاك عنه: إن رجلا غل بمخيط أي: بإبرة من غنائم هوازن، يوم حنين، فنزلت الآية. وعن مقاتل: إنها نزلت في غنائم أحد، حين ترك الرماة المركز طلبا للغنيمة، وقالوا: نخشى أن يقول رسول الله من أخذ شيئا فهو له، ولا يقسم كما لم يقسم يوم بدر، ووقعوا في الغنائم، فقال رسول الله: أظننتم أنا نغل، ولا نقسم لكم؟ فأنزل الله الآية. وقيل: إنه قسم المغنم، ولم يقسم للطلائع. فلما قدمت الطلائع قالوا:
أقسم الفئ ولم يقسم لنا؟ فعرفه الله الحكم. فنزلت الآية. وقيل: نزلت في أداء الوحي، كان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يقرأ القرآن، وفيه عيب دينهم، وسب آلهتهم، فسألوه أن يطوي ذلك. فأنزل الله الآية.
المعنى: لما قدم تعالى أمر الجهاد، وذكر بعده ما يتعلق به من حديث الغنائم، والنهي عن الخيانة فيها فقال: (وما كان لنبي أن يغل) وتقديره: وما كان لنبي الغلول، لأن أن مع الفعل بمعنى المصدر أي: لا تجتمع النبوة والخيانة.
وقيل: معناه ما كان له أن يكتم شيئا من الوحي، عن ابن إسحاق، وتقديره: ما كان له أن يغل أمته فيما يؤدي إليهم. وقيل: اللام منقولة، وتقديره: ما كان النبي ليغل كقوله: (ما كان لله أن يتخذ من ولد) معناه: ما كان الله ليتخذ ولدا. وعلى القراءة الأخرى: ما كان لنبي أن يخون أي: يخونه أصحابه، أو بمعنى يكتمونه شيئا من المغنم على ما مضى القول فيه. وخضه بالذكر، وإن كان لا يجوز أن يغل غيره من إمام، أو أمير للمسلمين، لوجهين أحدهما: لعظم خيانته، وأنها أعظم من خيانة غيره، وهذا كقوله (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) وإن كان اجتناب جميع الأرجاس واجبا والآخر: إن النبي إنما خص بالذكر، لأنه القائم بأمر الغنائم، فإذا حرمت الخيانة عليه، وهو صاحب الأمر، فحرمتها على غيره أولى وأجدر.
وقوله: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) معناه: إنه يأتي حاملا على ظهره، كما روي في حديث طويل: " ألا لا يغلن أحد بعيرا فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء ألا لا يغلن أحد فرسا فيأتي به على ظهره له حمحمة، فيقول: يا محمد. يا محمد! فأقول: قد بلغت. قد بلغت، لا أملك لك من الله شيئا " عن ابن عباس وأبي حميد وأحمد الساعدي وابن عمر وقتادة. وقال الجبائي: وذلك

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست