responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 382
الوعد بالامداد بالملائكة كان يوم أحد، وعدهم الله المدد ان صبروا، عن عكرمة والضحاك.
(منزلين) أنزلهم الله من السماء إلى الأرض لنصرتكم. (بلى) تصديق للوعد أي: يفعل كما وعدكم، ويزيدكم (ان تصبروا) معناه: ان صبرتم على الجهاد، وعلى ما أمركم الله تعالى (وتتقوا) معاصي الله، ومخالفة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
(ويأتوكم) يعني المشركين ان رجعوا إليكم (من فورهم هذا) أي: من وجههم هذا، عن ابن عباس والحسن وقتادة والربيع والسدي. وعلى هذا فإنما هو من فور الابتدار لهم، وهو ابتداؤه. وقيل: معناه من غضبهم هذا، عن مجاهد وأبي صالح والضحاك. وكانوا قد غضبوا يوم أحد ليوم بدر، مما لقوا، فهو من فور الغضب وهو غليانه (يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة) أي: يعطكم مددا لكم ونصرة.
وإنما قال ذلك، لان الكفار في غزوة أحد ندموا بعد انصرافهم لم لم يغيروا على المدينة، وهموا بالرجوع، فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر أصحابه بالتهيؤ للرجوع إليهم. وقال لهم: (ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله). ثم قال: إن صبرتم على الجهاد، وراجعتم الكفار، أمدكم الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين. فأخذوا في الجهاد، وخرجوا يتبعون الكفار على ما كان بهم من الجراح.
فأخبر المشركين من مر برسول الله، أنه خرج يتبعكم. فخاف المشركون ان رجعوا أن تكون الغلبة للمسلمين، وأن يكون قد التأم إليهم من كان تأخر عنهم، وانضم إليهم غيرهم، فدسوا نعيم بن مسعود الأشجعي، حتى يصدهم بتعظيم أمر قريش، وأسرعوا في الذهاب إلى مكة، وكفى الله المسلمين أمرهم، والقصة معروفة.
ولذلك قال قوم من المفسرين: ان جميعهم ثمانية آلاف. وقال الحسن:
خمسة آلاف جميعهم، منهم ثلاثة آلاف المنزلين. على أن الظاهر يقتضي أن الامداد بثلاثة آلاف كان يوم بدر، لان قوله (إذ تقول للمؤمنين) الآية يتعلق بقوله:
(ولقد نصركم الله ببدر) الآية. ثم استأنف حكم يوم أحد فقال: (بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا) أي: ان يرجعوا إليكم بعد انصرافهم، أمدكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، وهذا قول البلخي، ورواه عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال: لم يمدوا يوم أحد، ولا بملك واحد. وعلى هذا فلا تنافي بين الآيتين.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست