responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 360
في قوله (فأما الذين اسودت وجوههم) [1] فيقال لهم: أكفرتم، فحذف لدلالة اسوداد الوجوه على حال التوبيخ، حتى كأنه ناطق به. وقد يحذف القول في مواضع كثيرة استغناء بما قبله من البيان كقوله: (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا) أي: يقولون ربنا أبصرنا لدلالة تنكيس الرأس من المجرمين على سؤال الإقالة، ومثله كثير.
المعنى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) أخبر سبحانه بوقت ذلك العذاب أي: ثبت لهم العذاب في يوم هذه صفته. وإنما تبيض فيه الوجوه للمؤمنين ثوابا لهم على الايمان والطاعة، وتسود فيه الوجوه للكافرين عقوبة لهم على الكفر والسيئات، بدلالة ما بعده وهو قوله: (فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم) أي: يقال لهم:
أكفرتم (بعد إيمانكم). واختلف فيمن عنوا به على أقوال أحدها: إنهم الذين كفروا بعد إظهار الايمان بالنفاق، عن الحسن. وثانيها: إنهم جميع الكفار لاعراضهم عما وجب عليهم الاقرار به من التوحيد، حين أشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى) فيقول: أكفرتم بعد إيمانكم يوم الميثاق، عن أبي بن كعب وثالثها: إنهم أهل الكتاب كفروا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد إيمانهم به أي: بنعته وصفته قبل مبعثه، عن عكرمة، واختاره الزجاج والجبائي ورابعها: إنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة، عن علي عليه السلام، ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد، ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " والذي نفسي بيده ليردن علي الحوض ممن صحبني أقوام حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني، فلأقولن: أصحابي أصحابي أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري ". ذكره الثعلبي في تفسيره، فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج. ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. والألف في أكفرتم أصله الاستفهام والمراد به هنا التقريع أي: لم كفرتم. وقيل: المراد التقرير أي: قد كفرتم.
(فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) أي: بلفظ الذوق على التوسع ومعناه:
أنظروا ما صار إليه عاقبتكم من عذاب الله بما كنتم تكفرون أي: بكفركم (وأما الذين ابيضت وجوههم) وهم المؤمنون (ففي رحمة الله) أي: ثواب الله. وقيل: جنة الله (هم فيها خالدون) أعاد كلمة الظرف وهي قوله (فيها) تأكيدا لتمكين المعنى في


[1] [محذوف وتقديره: فأما الذين اسودت وجوههم].


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست