responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 348
الله تعالى السماء والأرض من تحتها، وهو خلقه الله قبل الأرض بألفي عام، وكانت زبدة بيضاء على الماء، عن مجاهد، وقتادة، والسدي. وروي عن أبي عبد الله " عليه السلام " قال: إنها كانت مهاة بيضاء - يعني درة بيضاء -. وروى أبو خديجة عنه " عليه السلام " قال: إن الله أنزله لآدم من الجنة، وكان درة بيضاء، فرفعه الله تعالى إلى السماء، وبقي رأسه وهو بحيال هذا البيت، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يرجعون إليه أبدا. فأمر الله تعالى إبراهيم " عليه السلام " وإسماعيل " عليه السلام " ببنيان البيت على القواعد. وقيل: معناه إن أول بيت وضع للعبادة، ولم يكن قبله بيت يحج إليه إلا البيت الحرام. وقد كانت قبله بيوت كثيرة، ولكنه أول بيت مبارك وهدى وضع للناس، عن علي " عليه السلام " والحسن.
وقيل: أول بيت رغب فيه، وطلب منه البركة، مكة، عن الضحاك. وروى أصحابنا: إن أول شئ خلقه الله من الأرض، موضع الكعبة، ثم دحيت الأرض من تحتها. وروى أبو ذر أنه سئل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عن أول مسجد وضع للناس، فقال:
المسجد الحرام، ثم بيت المقدس. (للذي ببكة) قيل: بكة المسجد، ومكة الحرام كله، يدخل في البيوت، عن الزهري، وضمرة بن ربيعة، وهو المروي عن أبي جعفر " عليه السلام ". وقيل: بكة بطن مكة، عن أبي عبيدة. وقيل: بكة موضع البيت والمطاف، ومكة اسم البلدة، وعليه الأكثر. وقيل: بكة هي مكة والعرب، تبدل الباء ميما مثل: سبد رأسه، وسمده، عن مجاهد، والضحاك (مباركا): يعني كثير الخير والبركة. وقيل: مباركا لثبوت العبادة فيه دائما، حتى يحكى على أن الطواف به لا ينقطع أبدا. وقيل: لأنه يضاعف فيه ثواب العبادة، عن ابن عباس، ورووا فيه حديثا طويلا. وقيل: لأنه يغفر فيه الذنوب. ويجوز حمله على الجميع، إذ لا تنافي.
(وهدى للعالمين) أي: دلالة لهم على الله تعالى لإهلاكه كل من قصده من الجبابرة، كأصحاب الفيل وغيرهم، وباجتماع الظبي في حرمه مع الكلب والذئب، فلا ينفر عنه مع نفرته عنه في غيره من البلاد، وبانمحاق الجمار على كثرة الرماة، فلولا أنها ترفع لكان يجتمع هناك من الحجارة مثل الجبال، وباستئناس الطيور فيه بالناس، وباستشفاء المريض بالبيت، وبأن لا يعلوه طير إعظاما له، إلى غير ذلك من الدلالات. وقيل: معناه أنهم يهتدون به إلى جهة صلاتهم، أو يهتدون إلى الجنة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست