responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 23
ما كتب الله لكم) فيه قولان أحدهما: أطلبوا ما قضى الله لكم من الولد، عن الحسن وأكثر المفسرين، وهو أن يجامع الرجل أهله، رجاء أن يرزقه الله ولدا يعبده، ويسبح له والآخر: أطلبوا ما كتب الله لكم من الحلال الذي بينه في كتابه، فإن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه. وقوله: (وكلوا واشربوا) إباحة للأكل والشرب (حتى يتبين لكم) أي: ليظهر ويتميز لكم على التحقيق (الخيط الأبيض من الخيط الأسود) أي: النهار من الليل، فأول النهار: طلوع الفجر الثاني. وقيل:
بياض الفجر من سواد الليل. وقيل: بياض أول النهار من سواد آخر الليل. وإنما شبه ذلك بالخيط، لأن القدر الذي يحرم الإفطار من البياض يشبه الخيط فيزول به مثله من السواد، ولا اعتبار بالانتشار.
(من الفجر) يحتمل - من - معنيين أحدهما: أن يكون بمعنى التبعيض، لأن المعنى من بعض الفجر، وليس الفجر كله، عن ابن دريد والآخر: إنه للتبيين لأنه بين الخيط الأبيض فكأنه قال الخيط الأبيض الذي هو الفجر. وروي أن عدي بن حاتم قال للنبي: إني وضعت خيطين من شعر أبيض وأسود فكنت أنظر فيهما، فلا يتبين لي؟ فضحك رسول الله حتى رؤيت نواجذه، ثم قال: يا بن حاتم! إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل، فابتداء الصوم من هذا الوقت.
ثم بين تعالى الانتهاء فقال: (ثم أتموا الصيام إلى الليل) أي: من وقت طلوع الفجر الثاني، وهو المستطيل المعترض الذي يأخذ الأفق، وهو الفجر الصادق الذي يجب عنده الصلاة إلى وقت دخول الليل، وهو بعد غروب الشمس، وعلامة دخوله على الاستظهار سقوط الحمرة من جانب المشرق، وإقبال السواد منه، وإلا فإذا غابت الشمس مع ظهور الآفاق في الأرض المبسوطة، وعدم الجبال والروابي [1]، فقد دخل الليل. وقوله: (ولا تباشروهن) في معناه قولان ههنا أحدهما: إنه أراد به الجماع، عن ابن عباس والحسن وقتادة والثاني: إنه أراد الجماع، وكل ما دونه من قبلة وغيرها، عن مالك وابن زيد وهو مذهبنا.
وقوله: (وأنتم عاكفون في المساجد) أي: معتكفون أي: لا تباشروهن في حال اعتكافكم في المساجد، والاعتكاف لا يصح عندنا إلا في أحد المساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد النبي، ومسجد الكوفة، ومسجد البصرة. وعند


[1] الروابي جمع رابية: ما ارتفع من الأرض.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست