responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 80
فيضع قدمه حيث لا يعثر، وهو المؤمن الذي سلك طريق الحق، وعرفه واستقام عليه وأمكنه دفع المضار عن نفسه، وجلب المنافع إليها. (على صراط مستقيم) أي على طريق واضح قيم، وهذا معنى قول أبن عباس ومجاهد. وقيل: إن هذا في الآخرة يحشر الله الكافر مكبا على وجهه يوم القيامة، كما قال (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم)، عن قتادة.
(قل) يا محمد لهؤلاء الكفار (هو الذي أنشأكم) بأن أخرجكم من العدم إلى الوجود (وجعل لكم السمع) تسمعون به المسموعات (والأبصار) تبصرون بها المبصرات (والأفئدة) يعني القلوب تعقلون بها، وتتدبرون، فأعطاكم آلات التفكر والتمييز، والوصول إلى العلم (قليلا ما تشكرون) أي تشكرون قليلا. وقيل: معناه قليلا شكركم، فتكون (ما) مصدرية (قل) لهم يا محمد (هو) الله تعالى (الذي ذرأكم) أي خلقكم (في الأرض وإليه تحشرون) منها أي تبعثون إليه يوم القيامة، فيجازيكم على أعمالكم. ثم حكى سبحانه ما كان يقوله الكفار، مستبطئين عذاب الله، مستهزئين بذلك، فقال: (ويقولون متى هذا الوعد) من الخسف والحاصب، أو البعث والجزاء (إن كنتم صادقين) في أن ذلك يكون (قل) يا محمد (إنما العلم عند الله) يعني علم الساعة (وإنما أنا نذير) مخوف لكم به (مبين) أي: مبين لكم ما أنزل الله إلي من الوعد والوعيد، والأحكام.
ثم ذكر سبحانه حالهم عند نزول العذاب ومعاينته فقال: (فلما رأوه زلفة) أي فلما رأوا العذاب قريبا، يعني يوم بدر، عن مجاهد. وقيل: معاينة، عن الحسن.
وقيل: إن اللفظ ماض والمراد به المستقبل، والمعنى: إذا بعثوا ورأوا القيامة قد قامت، ورأوا ما أعد لهم من العذاب، وهذا قول أكثر المفسرين. (سيئت وجوه الذين كفروا) أي اسودت وجوههم، وعلتها الكآبة، يعني قبحت وجوههم بالسواد.
وقيل: معناه ظهرت على وجوههم آثار الغم والحسرة، ونالهم السوء والخزي.
(وقيل) لهؤلاء الكفار إذا شاهدوا العذاب (هذا الذي كنتم به تدعون) قال الفراء:
تدعون وتدعون واحد، مثل: تدخرون وتدخرون، والمعنى: كنتم به تستعجلون، وتدعون الله بتعجيله، وهو قولهم. (إن كان هذا هو الحق من عندك) الآية. عن ابن زيد. وقيل: هو تدعون من الدعوى أي: تدعون أن لا جنة، ولا نار، عن الحسن. وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالأسانيد الصحيحة، عن الأعمش

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست