responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 76
سبحانه مهددا للعصاة: (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور) يعني أنه عالم بإخلاص المخلص، ونفاق المنافق فإن شئتم فأظهروا القول، وإن شئتم فأبطنوه فإنه عليم بضمائر القلوب، ومن علم إضمار القلب علم إسرار القول. قال ابن عباس: كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيخبره به جبرئيل. فقال بعضهم لبعض: أسروا قولكم لكيلا يسمع آل محمد فنزلت الآية. (ألا يعلم من خلق) قيل في معناه وجوه أحدها: ألا يعلم ما في الصدور من خلق الصدور وثانيها: ألا يعلم سر العبد من خلقه أي: من خلق العبد فعلى الوجهين يكون من خلق بمعنى الخالق وثالثها: أن يكون من خلق بمعنى المخلوق والمعنى ألا يعلم الله مخلوقه (وهو اللطيف) أي العالم بما لطف ودق. وقيل: اللطيف بعباده من حيث يدبرهم بألطف التدبير، واللطيف التدبير من يدبر تدبيرا نافذا لا يجفو عن شئ يدبره به. وقيل:
اللطيف من كان فعله في اللطف بحيث لا يهتدي إليه غيره. وهو فعيل بمعنى فاعل كالقدير والعليم. وقيل: هو بمعنى الملطف كالبديع بمعنى المبدع. وقيل: اللطيف الذي يكلف اليسير، ويعطي الكثير.
(الخبير) العالم بالعباد وأعمالهم. ثم عدد سبحانه أنواع نعمه ممتنا على عباده بذلك، فقال: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) أي سهلة ساكنة مسخرة تعملون فيها ما تشتهون. وقيل ذلولا: لم يجعلها بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة والغلظ.
وقيل ذلولا: موطأة للتصرف فيها والمسير عليها، ويمكنكم زراعتها (فامشوا في مناكبها) أي: في طرقها وفجاجها، عن مجاهد. وقيل: في جبالها لأن منكب كل شئ أعلاه، عن ابن عباس وقتادة. ثم إن كان هذا أمر ترغيب فالمراد فامشوا في طاعة الله، وإن كان للإباحة فقد أباح المشي فيها لطلب المنافع في التجارات.
(وكلوا من رزقه) أي كلوا مما أنبت الله في الأرض والجبال، من الزروع والأشجار حلالا (وإليه النشور) أي وإلى حكمه المرجع في القيامة. وقيل: معناه وإليه الإحياء للمحاسبة، فهو مالك النشور، والقادر عليه، عن الجبائي.
ثم هدد سبحانه الكفار زاجرا لهم، عن ارتكاب معصيته، والجحود لربوبيته فقال: (أأمنتم من في السماء) أي أمنتم عذاب من في السماء سلطانه وأمره ونهيه وتدبيره، لا بد أن يكون هذا معناه، لاستحالة أن يكون الله، جل جلاله، في مكان أو في جهة. وقيل: يعني بقوله (من في السماء) الملك الموكل بعذاب العصاة (أن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست