responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 486
صفاته. ويجوز أن يجعل للواحد ثانيا، ولا يجوز أن يجعل للأحد ثانيا، لأن الأحد يستوعب جنسه بخلاف الواحد. ألا ترى أنك لو قلت: فلان لا يقاومه واحد، جاز أن يقاومه اثنان. ولما قلت لا يقاومه أحد، لم يجز أن يقاومه اثنان، ولا أكثر، فهو أبلغ. وقال أبو جعفر الباقر (ع) في معنى (قل هو الله أحد) أي: قل أظهر ما أوحينا إليك، وما نبأناك به بتأليف الحروف التي قرأناها عليك، ليهتدي بها من ألقى السمع وهو شهيد، وهو اسم مكنى مشار إلى غائب. فالهاء تنبيه عن معنى ثابت، والواو إشارة إلى الغائب عن الحواس، كما أن قولك هذا إشارة إلى الشاهد عند الحواس، وذلك أن الكفار نبهوا عن آلهتهم بحرف إشارة إلى المشاهد المدرك، فقالوا: هذه آلهتنا المحسوسة بالأبصار، فأشر أنت يا محمد إلى إلهك الذي تدعو إليه، حتى نراه وندركه، ولا نأله فيه. فانزل الله سبحانه: (قل هو الله أحد) فالهاء تثبيت للثابت، والواو إشارة إلى الغائب عن درك الأبصار، ولمس الحواس، وأنه يتعالى عن ذلك، بل هو مدرك الأبصار، ومبدع الحواس.
وحدثني أبي عن أبيه، عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: رأيت الخضر في المنام، قبل بدر بليلة، فقلت له: علمني شيئا أنتصر به على الأعداء. فقال: قل:
يا هو! يا من لا هو إلا هو! فلما أصبحت قصصت على رسول الله (ص) فقال: يا علي! علمت الاسم الأعظم. فكان على لساني يوم بدر. قال وقرأ (ع) يوم بدر (قل هو الله أحد) فلما فرغ، قال: يا هو! يا من لا هو إلا هو! اغفر لي، وانصرني على القوم الكافرين. وكان يقول ذلك يوم صفين، وهو يطارد. فقال له عمار بن ياسر: يا أمير المؤمنين! ما هذه الكنايات؟ قال: اسم الله الأعظم، وعماد التوحيد الله، لا إله إلا هو. ثم قرأ: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) وآخر الحشر. ثم نزل فصلى أربع ركعات قبل الزوال.
قال: وقال أمير المؤمنين (ع) الله معناه: المعبود الذي يأله فيه الخلق، ويؤله إليه. الله المستور عن إدراك الأبصار، المحجوب عن الأوهام والخطرات. وقال الباقر (ع): الله معناه المعبود الذي أله الخلق عن إدراك ماهيته، والإحاطة بكيفيته.
وتقول العرب: أله الرجل إذا تحير في الشئ، فلم يحط به علما. ووله إذا فزع إلى شئ. قال: والأحد الفرد المتفرد، والأحد، والواحد، بمعنى واحد وهو المتفرد

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست