responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 48
الكسائي: أصله التشاور ومنه (يأتمرون بك) أي يتشاورون. والأقوى عندي أن يكون المعنى دبروا بالمعروف بينكم في أمر الولد، ومراعاة أمه، حتى لا يفوت الولد شفقتها، وغير ذلك. ويدل عليه قول امرئ القيس:
أحاربن عمرو، كأني خمر، * ويعدو على المرء ما يأتمر [1] يعني ما يدبره في نفسه لأن الرجل بما دبر أمرا ليس برشد فيعدو عليه ويهلكه (وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى) والمعنى فإن اختلفتم في الرضاع وفي الأجر، فسترضع له امرأة أخرى أجنبية أي: فليسترضع الوالد غير والدة الصبي. ثم قال سبحانه: (لينفق ذو سعة من سعته) أمر سبحانه أهل التوسعة أن يوسعوا، 1 على نسائهم المرضعات أولادهن على قدر سعتهم (ومن قدر عليه) أي ضيق عليه (رزقه فلينفق مما آتاه الله) والمعنى ومن كان رزقه بمقدار القوت، فلينفق على قدر ذلك، وعلى حسب إمكانه وطاقته (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) أي إلا بقدر ما أعطاها من الطاقة. وفي هذا دلالة على أنه سبحانه، لا يكلف أحدا ما لا يقدر عليه، وما لا يطيقه.
(سيجعل الله بعد عسر يسرا) أي بعد ضيق سعة، وبعد فقر غنى، وبعد صعوبة الأمر سهولة. وفي هذا تسلية للصحابة، فإن الغالب على أكثرهم في ذلك الوقت الفقر. ثم فتح الله تعالى عليهم البلاد، فيما بعد. (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله) أي وكم من أهل قرية عتوا على الله وعلى أنبيائه، يعني جاوزوا الحد في العصيان والمخالفة. (فحاسبناها حسابا شديدا) بالمناقشة والاستقصاء باستيفاء الحق وإيفائه. قال مقاتل. حاسبها الله تعالى بعملها في الدنيا، فجازاها بالعذاب، وهو قوله (وعذبناها عذابا نكرا) فجعل المجازاة بالعذاب محاسبة وهو عذاب الاستئصال. وقيل: هو عذاب النار. فإن اللفظ ماض بمعنى المستقبل.
والنكر. المنكر الفظيع الذي لم ير مثله. وقيل: إن في الآية تقديما وتأخيرا تقديره:
فعذبناها في الدنيا بالجوع، والقحط، والسيف، وسائر المصائب والبلايا، وحاسبناها في الآخرة حسابا شديدا. وقيل: الحساب الشديد هو الذي ليس فيه عفو.


[1] خمر: من خالطه داء أو حب. وفي قائل الشعر ومعناه خلاف ذكره في (اللسان) في مادة (أمر)
فرا جع.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست