responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 476
الدهر، ويد السنة. قال: " وأيدي الرزايا بالذخائر مولع " وقيل: معناه صفرت يداه من كل خير. قال الفراء: الأول دعاء، والثاني خبر، فكأنه قال: أهلكه الله وقد هلك. وفي حرف عبد الله وأبي: وقد تب. وقيل: إن الأول أيضا خبر، ومعناه أنه لم تكتسب يداه خيرا قط، وخسر مع ذلك هو نفسه أي تب على كل حال. وأبو لهب هو ابن عبد المطلب عم النبي (ص)، وكان شديد المعاداة والمناصبة له. قال طارق المحاربي: بينا أنا بسوق ذي المجاز، إذا أنا بشاب يقول: أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا. وإذا برجل خلفه يرميه، قد أدمى ساقيه وعرقوبيه، ويقول: يا أيها الناس! إنه كذاب فلا تصدقوه. فقلت: من هذا؟ فقالوا: هو محمد، يزعم أنه نبي، وهذا عمه أبو لهب، يزعم أنه كذاب. وإنما ذكر سبحانه كنيته، دون اسمه، لأنها كانت أغلب عليه. وقيل: لأن اسمه عبد العزى، فكره الله سبحانه أن ينسبه إلى العزى، وأنه ليس بعبد لها، وإنما هو عبد الله. وقيل: بل اسمه كنيته، وإنما سمي بذلك لحسنه وإشراق وجهه، وكانت وجنتاه كأنهما تلتهبان، عن مقاتل.
(ما أغنى عنه ماله وما كسب) أي ما نفعه، ولا دفع عنه عذاب الله ماله، وما كسبه. ويكون (ما) في قوله (وما كسب) موصولة، والضمير العائد من الصلة محذوف. وقيل: معناه أي شئ أغنى عنه ماله، وما كسب يعني ولده، لأن ولد الرجل من كسبه، وذلك أنه قال لما أنذره النبي (ص) بالنار: إن كان ما تقول حقا، فإني أفتدي بمالي وولدي. ثم أنذره سبحانه بالنار، فقال: (سيصلى نارا ذات لهب) أي سيدخل نارا ذات قوة واشتعال، تلتهب عليه، وهي نار جهنم، وفي هذا دلالة على صدق النبي (ص)، وصحة نبوته، لأنه أخبر أن أبا لهب يموت على كفره، وكان كما قال.
(وامرأته) وهي أم جميل بنت حرب، أخت أبي سفيان (حمالة الحطب) كانت تحمل الشوك والعضاة، فتطرحه في طريق رسول الله (ص) إذا خرج إلى الصلاة ليعقره، عن ابن عباس. وفي رواية الضحاك: قال الربيع بن أنس: كانت تبث وتنشر الشوك على طريق الرسول، فيطؤه كما يطأ أحدكم الحرير. وقيل: إنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس، فتلقي بينهم العداوة، وتوقد نارها بالتهييج، كما توقد النار الحطب، فسمى النميمة حطبا، عن ابن عباس في رواية أخرى، وقتادة ومجاهد وعكرمة والسدي. قالت العرب. فلان يحطب على فلان إذا كان يغري به،

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست