responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 467
بعد زمرة، والمراد بالدين الاسلام، والتزام أحكامه، واعتقاد صحته، وتوطين النفس على العمل به. قال الحسن: لما فتح رسول الله (ص) مكة، قالت العرب: أما إذا ظفر محمد (ص) بأهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل، فليس لكم به يدان أي: طاقة. فكانوا يدخلون في دين الله أفواجا أي: جماعات كثيرة بعد أن كانوا يدخلون فيه واحدا واحدا، أو اثنين. فصارت القبيلة تدخل بأسرها في الاسلام. وقيل في دين الله أي: في طاعة الله وطاعتك، وأصل الدين الجزاء. ثم يعبر به عن الطاعة التي يستحق بها الجزاء، كما قال سبحانه (في دين الملك) أي:
في طاعته.
(فسبح بحمد ربك واستغفره) هذا أمر من الله سبحانه بأن ينزهه عما لا يليق به من صفات النقص، وأن يستغفره. ووجه وجوب ذلك بالنصر والفتح أن النعمة تقتضي القيام بحقها، وهو شكر المنعم، وتعظيمه، والائتمار بأوامره، والانتهاء عن معاصيه. فكأنه قال: قد حدث أمر يقتضي الشكر والاستغفار، وإن لم يكن ثم ذنب، فإن الاستغفار قد يكون عند ذكر المعصية بما ينافي الإصرار. وقد يكون على وجه التسبيح، والانقطاع إلى الله، عز وجل. (إنه كان توابا) يقبل توبة من بقي، كما قبل توبة من مضى. قال مقاتل: لما نزلت هذه السورة قرأها (ص) على أصحابه ففرحوا واستبشروا، وسمعها العباس فبكى. فقال (ص): ما يبكيك يا عم؟ فقال:
أظن أنه قد نعيت إليك نفسك يا رسول الله. فقال: إنه لكما تقول. فعاش بعدها سنتين ما رؤي فيهما ضاحكا مستبشرا. قال: وهذه السورة تسمى سورة التوديع وقال ابن عباس: لما نزلت (إذا جاء نصر الله) قال: نعيت إلي نفسي بأنها مقبوضة في هذه السنة. واختلف في أنهم من أي وجه علموا ذلك، وليس في ظاهره نعي، فقيل: لأن التقدير فسبح بحمد ربك فإنك حينئذ لاحق بالله، وذائق الموت كما ذاق من قبلك من الرسل، وعند الكمال يرقب الزوال، كما قيل:
إذا تم أمر، بدا نقصه، * توقع زوالا إذا قيل: تم وقيل: لأنه سبحانه أمره بتجديد التوحيد، واستدراك الفائت بالاستغفار، وذلك مما يلزم عند الانتقال من هذه الدار إلى دار الأبرار. وعن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت السورة كان النبي (ص) يقول كثيرا: " سبحانك اللهم وبحمدك. اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم ". وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله (ص) بالآخرة لا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست