responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 465
المعنى لا أعبد الأصنام التي تعبدونها، ولا أنتم عابدون الله الذي أنا عابده، إذا أشركتم به، واتخذتم الأصنام وغيرها تعبدونها من دونه. وإنما يعبد الله من أخلص العبادة له، ولا أنا عابد ما عبدتم أي: لا أعبد عبادتكم فيكون ما مصدرية. ولا أنتم عابدون ما أعبد أي: وما تعبدون عبادتي على نحو ما ذكرناه. فأراد في الأول المعبود، وفي الثاني العبادة. فإن قيل: أما اختلاف المعبودين فمعلوم، فما معنى اختلاف العبادة؟ قلنا: إنه يعبد الله على وجه الإخلاص، وهم يشركون به في عبادته، فاختلفت العبادتان. ولأنه كان يتقرب بعبادته إلى معبوده بالأفعال المشروعة الواقعة على وجه العبادة، وهم لا يفعلون ذلك، وإنما يتقربون إليه بأفعال يعتقدونها قربة جهلا من غير شرع.
(لكم دينكم ولي دين) ذكر فيه وجوه أحدها: إن معناه لكم جزاء دينكم، ولي جزاء ديني. فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه وثانيها: إن المعنى لكم كفركم بالله، ولي دين التوحيد والإخلاص. وهذا وإن كان ظاهره إباحة، فإنه وعيد وتهديد، ومبالغة في النهي والزجر، كقوله: اعملوا ما شئتم وثالثها: إن الدين الجزاء، ومعناه: لكم جزاؤكم، ولي جزائي. قال الشاعر:
إذا ما لقونا لقيناهم * ودناهم مثل ما يقرضونا وقد تضمنت السورة معجزة لنبينا (ص) من جهة الإخبار بما يكون في الأوقات المستقبلة، مما لا سبيل إلى علمه إلا بوحي من قبل الله سبحانه، العالم بالغيوب.
فكان ما أخبر به كما أخبر. وفيها دلالة على ذم المداهنة في الدين، ووجوب مخالفة الكفار والمبطلين، والبراءة منهم. وروى داود بن الحصين، عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا قرأت (قل يا أيها الكافرون) فقل: أيها الكافرون. وإذا قلت (لا أعبد ما تعبدون) فقل: أعبد الله وحده. وإذا قلت (لكم دينكم ولي دين) فقل: ربي الله، وديني الاسلام.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست