responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 447
طريق، وجبار، رواء أصوله * عليه أبابيل من الطير تنعب [1] وقال امرؤ القيس:
تراهم إلى الداعي سراعا كأنهم * أبابيل طير تحت داجن مدجن [2] وكانت لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب، عن ابن عباس.
وقيل: لها أنياب كأنياب السباع، عن الربيع. وقيل: طير خضر لها مناقير صفر، عن سعيد بن جبير. وقيل: طير سود بحرية، تحمل في مناقيرها وأكفها الحجارة، عن عبيد الله بن عمير وقتادة. ويمكن أن يكون بعضها خضرا، وبعضها سودا (ترميهم بحجارة من سجيل) أي تقذفهم بحجارة صلبة شديدة، ليست من جنس الحجارة. وقد فسرنا السجيل في سورة هود، وما جاء من الأقوال فيه، فلا معنى لإعادته. وقال موسى بن عائشة: كانت الحجارة أكبر من العدسة، وأصغر من الحمصة. وقال عبد الله بن مسعود: صاحت الطير فرمتهم بالحجارة، فبعث الله ريحا، فضربت الحجارة فزادتها شدة، فما وقع منها حجر على رجل إلا خرج من الجانب الآخر. فإن وقع على رأسه خرج من دبره.
(فجعلهم كعصف مأكول) أي كزرع وتبن قد أكلته الدواب. ثم راثته فديست وتفرقت أجزاؤه. شبه الله تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث. قال الحسن: كنا ونحن غلمان بالمدينة، نأكل الشعير إذا قصب، وكان يسمى العصف. وقال أبو عبيدة: العصف ورق الزرع. قال الزجاج: أي جعلهم كورق الزرع الذي جز وأكل أي وقع فيه الأكال. وكان هذا من أعظم المعجزات القاهرات، والآيات الباهرات، في ذلك الزمان، أظهره الله تعالى ليدل على وجوب معرفته. وفيه إرهاص لنبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه ولد في ذلك العام. وقال قوم من المعتزلة: إنه كان معجزة لنبي من الأنبياء في ذلك الزمان، وربما قالوا: هو خالد بن سنان. ونحن لا نحتاج إلى ذلك، لأنا نجوز إظهار المعجزات على غير الأنبياء من الأئمة والأولياء. وفيه حجة لائحة قاصمة لظهور الفلاسفة والملحدين المنكرين للآيات الخارقة للعادات، فإنه لا يمكن نسبة شئ مما ذكره الله تعالى من أمر أصحاب الفيل إلى طبع وغيره، كما


[1] الجبار من النخل: ما طال وفات يد المتناول. والنعب: صوت الطائر.
[2] الدجن: المطر الكثير. وأدجن المطر: دام.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست