responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 444
لا هم إن المرء يمنع رحله فامنع حلالك * لا يغلبوا بصليبهم ومحالهم عدوا محالك [1] لا يدخلوا البلد الحرام إذا فأمر ما بدا لك ثم إن مقدمات أبرهة أصابت نعما لقريش، فأصابت فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، فلما بلغه ذلك، خرج حتى أتى القوم، وكان حاجب أبرهة رجلا من الأشعرين، وكانت له بعبد المطلب معرفة. فاستأذن له على الملك، وقال له:
أيها الملك! جاءك سيد قريش الذي يطعم إنسها في الحي، ووحشها في الجبل! فقال له: ائذن له. وكان عبد المطلب رجلا جسيما جميلا. فلما رآه أبو يكسوم أعظمه أن يجلسه تحته، وكره أن يجلسه معه على سريره، فنزل من سريره، فجلس على الأرض، وأجلس عبد المطلب معه. ثم قال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي مائتا بعير لي أصابتها مقدمتك. فقال أبو يكسوم: والله لقد رأيتك فأعجبتني، ثم تكلمت فزهدت فيك! فقال: ولم أيها الملك؟ قال: لأني جئت إلى بيت عزكم، ومنعتكم من العرب، وفضلكم في الناس، وشرفكم عليهم، ودينكم الذي تعبدون، فجئت لأكسره، وأصيبت لك مائتا بعير، فسألتك عن حاجتك، فكلمتني في إبلك، ولم تطلب إلي في بيتكم؟ فقال له عبد المطلب: أيها الملك! أنا أكلمك في مالي، ولهذا البيت رب هو يمنعه، لست أنا منه في شئ. فراع ذلك أبا يكسوم، وأمر برد إبل عبد المطلب عليه ثم رجع.
وأمست ليلتهم تلك الليلة كالحة نجومها، كأنها تكلمهم كلاما، لاقترابها منهم، فأحست نفوسهم بالعذاب، وخرج دليلهم حتى دخل الحرم وتركهم. وقام الأشعرون وخثعم، فكسروا رماحهم وسيوفهم، وبرأوا إلى الله أن يعينوا على هدم البيت. فباتوا كذلك بأخبث ليلة. ثم أدلجوا بسحر، فبعثوا فيلهم يريدون أن يصبحوا بمكة، فوجهوه إلى مكة، فربض. فضربوه فتمرغ. فلم يزالوا كذلك حتى كادوا أن يصبحوا. ثم إنهم أقبلوا على الفيل، فقالوا: لك الله أن لا نوجهك إلى مكة! فانبعث، فوجهوه إلى اليمن راجعا، فتوجه يهرول. فعطفوه حين رأوه منطلقا حتى إذا ردوه إلى مكانه الأول ربض. فلما رأوا ذلك عادوا إلى القسم. فلم يزالوا كذلك يعالجونه حتى إذا كان مع طلوع الشمس، طلعت عليهم الطير، معها الحجارة،


[1] الحلال: القوم الحالون في المكان. والمحال: التدبير والقوة.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست