responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 425
الخير، عن أبي عبيدة (وإنه على ذلك لشهيد) معناه: وإن الله على كفره لشهيد، عن ابن عباس وقتادة وعطاء. وقيل: إن الهاء تعود إلى الانسان، والمعنى أن الانسان شاهد على نفسه يوم القيامة بكنوده، أو في الدنيا، فإنك لو سألته عن النعمة، لم يذكر أكثرها، ويذكر جميع مصائبه، وهو معنى قول الحسن (وإنه) يعني الانسان (لحب الخير لشديد) أي: لأجل حب الخير الذي هو المال أي من أجله لبخيل شحيح، يمنع منه حق الله تعالى، عن الحسن. يقال للبخيل: شديد ومتشدد. قال طرفة:
أرى الموت يعتام الكرام، ويصطفي * عقيلة مال الفاحش المتشدد [1] وقيل: معناه وإنه لشديد الحب للخير أي المال، عن الفراء. وقال ابن زيد:
سمى الله سبحانه المال خيرا، وعسى أن يكون خبيثا وحراما، ولكن لأن الناس يعدونه خيرا، فكذلك سمي الجهاد سوءا، فقال: (لم يمسسهم) سوء أي قتال.
وليس هو عند الله بسوء، لأن الناس يسمونه سوءا. وقال سبحانه على وجه التذكير والوعيد: (أفلا يعلم) هذا الانسان الذي وصفناه (إذا بعثر ما في القبور) أي بعث الموتى ونشروا وأخرجوا، ومثله بحثر (وحصل ما في الصدور) أي ميزوا بين ما فيها من الخير والشر. وقيل: معناه وأظهر ما أخفته الصدور ليجازي على السر كما يجازي على العلانية.
(إن ربهم بهم يومئذ لخبير) قال الزجاج: الله سبحانه خبير بهم في ذلك اليوم، وفي غيره، ولكن المعنى أن الله يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم، وليس يجازيهم إلا بعلمه بأحوالهم وأعمالهم، ومثله قوله (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم) ومعناه: أولئك الذين لا يترك الله مجازاتهم. وفي هذا إشارة إلى الزجر والوعيد، فإن الانسان متى علم أن خالقه يرى جميع أعماله، ويعلم سائر أفعاله، ويحقق ذلك، لا بد أن ينزجر عن المعاصي.


[1] إعتام الشئ: اختاره. والعقيلة: الخيار من كل شئ. يقول: أرى الموت يختار كرام
الناس، وصفوة مال البخلاء أي أنه يأخذ النفيس الذي يضن به، كما يأخذ الحقير، فلا يترك
شيئا.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست