responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 419
تخبر بما عمل عليها. وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أتدرون ما أخبارها؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أخبارها أن تشهد على كل عبد، وأنه بما عمل على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، وهذا أخبارها). وعلى هذا فيجوز أن يكون الله تعالى أحدث الكلام فيها، وإنما نسبه إليها توسعا ومجازا. ويجوز أن يقلبها حيوانا يقدر على النطق. ويجوز أن يظهر فيها ما يقوم مقام الكلام، فعبر عنه بالكلام كما يقال: عيناك تشهدان بسهرك. وكقول الشاعر: (وقالت له العينان سمعا وطاعة) [1] وقد مر أمثاله.
وقوله (بأن ربك أوحى لها) معناه: إن الأرض تحدث بها، فتقول: إن ربك يا محمد أوحى لها أي ألهمها وعرفها بأن تحدث أخبارها. وقيل: بأن تلقي الكنوز والأموات على ظهرها، يقال: أوحى له وإليه أي ألقى إليه من جهة تخفى. قال الفراء: تحدث أخبارها بوحي الله وإذنه لها. وقال ابن عباس: أذن لها لتخبر بما عمل عليها. وروى الواحدي بإسناده مرفوعا إلى ربيعة الحرشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (حافظوا على الوضوء، وخير أعمالكم الصلاة، وتحفظوا من الأرض، فإنها أمكم، وليس فيها أحد يعمل خيرا وشرا، إلا وهي مخبرة). وقال أبو سعيد الخدري: إذا كنت بالبوادي، فارفع صوتك بالأذان، فإني سمعت رسول الله يقول:
(لا يسمعه جن ولا إنس ولا حجر إلا يشهد له). (يومئذ يصدر الناس أشتاتا) أي يرجع الناس عن موقف الحساب بعد العرض متفرقين: أهل الإيمان على حدة، وأهل كل دين على حدة. وهذا كقوله: (يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون) وقوله (يومئذ يصدعون).
(ليروا أعمالهم) أي ليروا جزاء أعمالهم، عن ابن عباس. والمعنى: إنهم يرجعون عن الموقف فرقا، لينزلوا منازلهم من الجنة والنار. وقيل: معنى الرؤية هنا المعرفة بالأعمال عند تلك الحال، وهي رؤية القلب. ويجوز أن يكون التأويل على رؤية العين بمعنى: ليروا صحائف أعمالهم فيقرؤون ما فيها، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) أي فمن يعمل وزن ذرة من الخير ير ثوابه وجزاءه (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) أي ير ما يستحق عليه من العقاب.


[1] مر البيت بتمامه في هذا الجزء.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست