responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 390
للحق الذي جئتهم به، طوعا أو كرها، ثم كرر ذلك فقال: (إن مع العسر يسرا) روى عطاء عن ابن عباس قال: يقول الله تعالى: (خلقت عسرا واحدا، وخلقت يسرين، فلن يغلب عسر يسرين). وعن الحسن قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما مسرورا فرحا، وهو يضحك، ويقول: (لن يغلب عسر يسرين): (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا). قال الفراء: إن العرب تقول: إذا ذكرت نكرة، ثم أعدتها نكرة مثلها، صارتا اثنتين، كقولك إذا كسبت درهما فأنفق درهما، فالثاني غير الأول، فإذا أعدتها معرفة فهي هي كقولك إذا كسبت الدرهم فأنفق الدرهم، فالثاني هو الأول، ونحو هذا ما قال الزجاج: إنه ذكر العسر مع الألف واللام، ثم ثنى ذكره، فصار المعنى إن مع العسر يسرين.
وقال صاحب كتاب النظم في تفسير هذه الآية إن الله بعث نبيه، وهو مقل مخف، وكانت قريش تعيره بذلك حتى قالوا له: إن كان بك من هذا القول الذي تدعيه طلب الغنى، جمعنا لك مالا حتى تكون كأيسر أهل مكة. فكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، وظن أن قومه إنما يكذبوه لفقره، فوعده الله سبحانه الغنى ليسليه بذلك، عما خامره من الهم، فقال: (فإن مع العسر يسرا) وتأويله: لا يحزنك ما يقولون، وما أنت فيه من الإقلال، فإن مع العسر يسرا في الدنيا عاجلا. ثم أنجز ما وعده فلم يمت حتى فتح عليه الحجاز. وما والاها من القرى العربية، وعامة بلاد اليمن. فكان يعطي المائتين من الإبل، ويهب الهبات السنية، ويعد لأهله قوت سنته. ثم ابتدأ فصلا آخر فقال: (إن مع العسر يسرا) والدليل على ابتدائه تعريه من فاء وواو، وهو وعد لجميع المؤمنين، لأنه يعني بذلك أن مع العسر في الدنيا للمؤمن يسرا في الآخرة، وربما اجتمع له اليسران: يسر الدنيا، وهو ما ذكر في الآية الأولى، ويسر الآخرة، وهو ما ذكر في الآية الثانية. فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لن يغلب عسر يسرين أي: يسر الدنيا والآخرة. فالعسر بين يسرين إما فرج الدنيا، وإما ثواب الآخرة. وهذا الذي ذكره الجرجاني، يؤيد ما ذهب إليه المرتضى، قدس الله روحه، من أن القائل إذا قال شيئا، ثم كرره، فإن الظاهر من تغاير الكلامين، تغاير مقتضاهما، حتى يكون كل واحد منهما، مفيدا لما لا يفيده الآخر، فيجب مع الإطلاق حمل الثاني على غير مقتضى الأول، إلا إذا كان بين المتخاطبين عهد أو دلالة يعلم المخاطب بذلك، أن المخاطب أراد بكلامه الثاني الأول، فيحمله على ذلك، وأنشد أبو بكر الأنباري:


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست