responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 388
نصب. قال النابغة: (كليني لهم يا أميمة ناصب) [1].
المعنى: ثم أتم سبحانه تعداد نعمه على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (ألم نشرح لك صدرك) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لقد سألت ربي مسألة وددت أني لم أساله. قلت: أي رب! إنه قد كان أنبياء قبلي، منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحي الموتى. قال فقال: (ألم أجدك يتيما فآويتك) قال: قلت بلى. قال: ألم أجدك ضالا فهديتك قال: (قلت بلى، أي رب). قال: ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك قال: قلت بلى أي رب. والمعنى ألم نفتح لك صدرك، ونوسع قلبك بالنبوة والعلم، حتى قمت بأداء الرسالة، وصبرت على المكاره، واحتمال الأذى، واطمأننت إلى الإيمان، فلم تضق به ذرعا، ومنه تشريح اللحم، لأنه فتحه بترقيقه، فشرح سبحانه صدره بأن ملأه علما وحكمة، ورزقه حفظ القرآن، وشرائع الاسلام، ومن عليه بالصبر والاحتمال. وقيل: إنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قد ضاق صدره بمعاداة الجن والإنس إياه، ومناصبتهم له، فآتاه من الآيات ما اتسع به صدره، بكل ما حمله الله إياه، وأمره به، وذلك من أعظم النعم، عن البلخي. وقيل: معناه ألم نشرح صدرك بإذهاب الشواغل التي تصد عن إدراك الحق. وعن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقيل: يا رسول الله أينشرح الصدر؟ قال: نعم. قالوا: يا رسول الله! وهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال: نعم التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإعداد للموت قبل نزول الموت. ومعنى الاستفهام في الآية التقرير أي:
قد فعلنا ذلك، ويدل عليه قوله في العطف عليه: (ووضعنا عنك وزرك) أي وحططنا عنك وزرك.
(الذي أنقض ظهرك) أي أثقله حتى سمع له نقيض أي صوت، عن الزجاج قال: وهذا مثل معناه أنه لو كان حملا لسمع نقيض ظهره. وقيل: إن المراد به تخفيف أعباء النبوة التي تثقل الظهر من القيام بأمرها، سهل الله ذلك عليه، حتى تيسر له، ومن عليه بذلك، عن أبي عبيدة، وعبد العزيز بن يحيى. وقيل: معناه وأزلنا عنك همومك التي أثقلتك من أذى الكفار، فشبه الهموم بالحمل، والعرب


[1] وعجزه: (وليل أقاسيه بطئ الكواكب) والشعر في (جامع الشواهد).


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست