responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 383
ثماني سنين، فسلمه إلى أبي طالب عليه السلام، لأنه كان أخا عبد الله لأمه، فأحسن تربيته. وسئل الصادق عليه السلام: لم أوتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أبويه، فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه حق والآخر: أن يكون المعنى ألم يجدك واحدا لا مثل لك في شرفك وفضلك، فآواك إلى نفسه، واختصك برسالته من قولهم: درة يتيمة إذا لم يكن لها مثل. قال:
لا، ولا درة يتيمة بحر * تتلألأ في جؤبة البياع [1] وقيل: فآواك أي جعلك مأوى للأيتام بعد أن كنت يتيما، وكفيلا للأنام بعد أن كنت مكفولا، عن الماوردي.
ثم ذكر نعمة أخرى فقال (ووجدك ضالا فهدى) قيل في معناه أقوال أحدها:
وجدك ضالا عما أنت عليه الآن من النبوة والشريعة أي: كنت غافلا عنهما، فهداك إليهما، عن الحسن والضحاك والجبائي. ونظيره (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) وقوله: (وإن كنت من قبله لمن الغافلين) فمعنى الضلال على هذا هو الذهاب عن العلم مثل قوله (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى). وثانيها:
إن المعنى وجدك متحيرا لا تعرف وجوه معاشك، فهداك إلى وجوه معاشك، فإن الرجل إذا لم يهتد طريق مكسبه، ووجه معيشته يقال إنه ضال لا يدري إلى أين يذهب، ومن أي وجه يكتسب، عن أبي مسلم. وفي الحديث: (نصرت بالرعب، وجعل رزقي في ظل رمحي) يعني الجهاد. وثالثها: إن المعنى وجدك لا تعرف الحق، فهداك إليه بإتمام العقل، ونصب الأدلة، والإلطاف حتى عرفت الله بصفاته بين قوم ضلال مشركين، وذلك من نعم الله سبحانه عليك رابعها: وجدك ضالا في شعاب مكة، فهداك إلى جدك عبد المطلب، فروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم ضل في شعاب مكة، وهو صغير، فرآه أبو جهل، ورده إلى جده عبد المطلب، فمن الله سبحانه بذلك عليه، إذ رده إلى جده على يد عدوه، عن ابن عباس.
وخامسها: ما روي أن حليمة بنت أبي ذؤيب، لما أرضعته مدة، وقضت حق الرضاع، ثم أرادت رده على جده، جاءت به حتى قربت من مكة، فضل في الطريق، فطلبته جزعة، وكانت تقول: إن لم أره لأرمين نفسي من شاهق، وجعلت


[1] الجؤبة: سلة مستديرة مغشاة أدما يجعل فيها الطيب والثياب.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست