responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 34
أي: إن تعفوا وتصفحوا عمن ظلمكم، فإن الله يغفر بذلك كثيرا من ذنوبكم، عن الجبائي (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) أي محنة وابتلاء، وشدة للتكليف عليكم، وشغل عن أمر الآخرة. فإن الانسان بسبب المال والولد يقع في الجرائم، عن ابن مسعود قال: لا يقولن أحدكم. اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فإنه ليس أحد منكم يرجع إلى مال وأهل وولد إلا وهو مشتمل على فتنة، ولكن ليقل: اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن. وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب فجاء الحسن والحسين عليهما السلام، وعليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهما، فاخذهما فوضعهما في حجره على المنبر وقال:
(صدق الله، عز وجل (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما) ". ثم أخذ في خطبته.
(والله عنده أجر عظيم) أي ثواب جزيل وهو الجنة، يعني فلا تعصوه بسبب الأموال والأولاد، ولا تؤثروهم على ما عند الله من الأجر والذخر. (فاتقوا الله ما استطعتم) أي ما أطقتم. والاتقاء الامتناع من الردى باجتناب ما يدعو إليه الهوى.
ولا تنافي بين هذا وبين قوله: (اتقوا الله حق تقاته) " لأن كل واحد منهما إلزام لترك جميع المعاصي. فمن فعل ذلك فقد اتقى عقاب الله، لأن من لم يفعل قبيحا، ولا أخل بواجب، فلا عقاب عليه، إلا أن في أحد الكلامين تبيينا أن التكليف لا يلزم العبد إلا فيما يطيق، وكل أمر أمر الله به، فلا بد أن يكون مشروطا بالاستطاعة. وقال قتادة قوله: (فاتقوا الله ما استطعتم) " ناسخ لقوله (اتقوا الله حق تقاته) وكأنه يذهب إلى أن فيه رخصة لحال التقية، وما جرى مجراها مما يعظم فيه المشقة، وإن كانت القدرة حاصلة معه. وقال غيره: ليس هذا بناسخ، وإنما هو مبين لإمكان العمل بهما جميعا، وهو الصحيح (واسمعوا) من الرسول ما يتلو عليكم، وما يعظكم به، ويأمركم، وينهاكم.
(وأطيعوا) الله والرسول (وأنفقوا) من أموالكم في حق الله (خيرا لأنفسكم) مثله فآمنوا خيرا لكم، وانتهوا خيرا لكم، وقد مضى ذكر ذلك. وقال الزجاج: معناه قدموا خيرا لأنفسكم من أموالكم (ومن يوق شح نفسه) حتى يعطي حق الله من ماله (فأولئك هم المفلحون) أي المنجحون الفائزون بثواب الله. وقال الصادق عليه السلام:
من أدى الزكاة فقد وقي شح نفسه (إن تقرضوا الله قرضا حسنا) " قد مضى معناه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست