responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 331
تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم). وقد نبه الله سبحانه على تفصيل الحالتين بقوله: (سيذكر من يخشى) أي سيتعظ بالقرآن من يخشى الله تعالى، ويخاف عقابه. (ويتجنبها) أي يتجنب الذكرى والموعظة (الأشقى) أي أشقى العصاة فإن للعاصين درجات في الشقاوة، فأعظمهم درجة فيها الذي كفر بالله وتوحيده، وعبد غيره. وقيل: الأشقى من الاثنين من يخشى ومن يتجنب، عن أبي مسلم.
(الذي يصلى النار الكبرى) أي يلزم أكبر النيران، وهي نار جهنم. والنار الصغرى: نار الدنيا، عن الحسن. وقيل: إن النار الكبرى هي الطبقة السفلى من جهنم، عن الفراء. (ثم لا يموت فيها) فيستريح (ولا يحيى) حياة ينتفع بها، بل صارت حياته وبالا عليه، يتمنى زوالها، لما هو معها من فنون العقاب، وألوان العذاب. وقيل: ولا يحيى أي ولا يجد روح الحياة. (قد أفلح من تزكى) أي قد فاز من تطهر من الشرك، وقال: لا إله إلا الله، عن عطاء وعكرمة. وقيل: معناه قد ظفر بالبغية من صار زاكيا بالأعمال الصالحة والورع، عن ابن عباس والحسن وقتادة.
وقيل: زكى أي: أعطى زكاة ماله، عن ابن مسعود. وكان يقول: قد رحم الله امرأ تصدق، ثم صلى، ويقرأ هذه الآية. وقيل: أراد صدقة الفطرة، وصلاة العيد، عن أبي عمرو وأبي العالية وعكرمة وابن سيرين. وروي ذلك مرفوعا عن أبي عبد الله (ع). ومتى قيل على هذا القول: كيف يصح ذلك والسورة مكية، ولم يكن هناك صلاة عيد، ولا زكاة، ولا فطرة؟ قلنا: يحتمل أن يكون نزلت أوائلها بمكة، وختمت بالمدينة.
(وذكر اسم ربه فصلى) أي وحد الله، عن ابن عباس. وقيل: ذكر الله بقلبه عند صلاته فرجا ثوابه، وخاف عقابه، فإن الخشوع في الصلاة بحسب الخوف والرجاء. وقيل: ذكر اسم ربه بلسانه عند دخوله في الصلاة، فصلى بذلك الاسم أي قال: الله أكبر، لأن الصلاة لا تنعقد إلا به. وقيل: هو أن يفتتح ببسم الله الرحمن الرحيم، ويصلي الصلوات الخمس المكتوبة.
ثم قال سبحانه مخاطبا للكفار: (بل تؤثرون) أي تختارون (الحياة الدنيا) على الآخرة، فتعملون لها، وتعمرونها، ولا تتفكرون في أمر الآخرة. وقيل: هو عام في المؤمن والكافر بناء على الأعم الأغلب في أمر الناس. قال عبد الله بن مسعود: إن الدنيا اخضرت لنا، وعجل لنا طعامها وشرابها ونساؤها ولذتها وبهجتها.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست