responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 329
(الذي خلق) الخلق (فسوى) بينهم في باب الإحكام والإتقان. وقيل: خلق كل ذي روح فسوى يديه وعينيه ورجليه، عن الكلبي. وقيل: خلق الانسان فعدل قامته، عن الزجاج. يعني أنه لم يجعله منكوسا كالبهائم والدواب. وقيل: خلق الأشياء على موجب إرادته وحكمته، فسوى صنعها لتشهد على وحدانيته (والذي قدر فهدى) أي قدر الخلق على ما خلقهم فيه من الصور والهيئات، وأجرى لهم أسباب معايشهم من الأرزاق والأقوات، ثم هداهم إلى دينه بمعرفة توحيده بإظهار الدلالات والبينات. وقيل: معناه قدر أقواتهم، وهداهم لطلبها. وقيل: قدرهم على ما اقتضته حكمته فهدى أي: أرشد كل حيوان إلى ما فيه منفعته ومضرته، حتى إنه سبحانه هدى الطفل إلى ثدي أمه، وهدى الفرخ حتى طلب الزق [1] من أبيه وأمه، والدواب والطيور حتى فزع كل منهم إلى أمه، وطلب المعيشة من جهته سبحانه وتعالى. وقيل: قدرهم ذكورا وإناثا، وهدى الذكر كيف يأتي الأنثى، عن مقاتل والكلبي. وقيل: هدى إلى سبيل الخير والشر، عن مجاهد. وقيل: قدر الولد في البطن تسعة أشهر، أو أقل، أو أكثر، وهدى للخروج منه للتمام، عن السدي.
وقيل: قدر المنافع في الأشياء، وهدى الانسان لاستخراجها منه، فجعل بعضها غذاء، وبعضها دواء، وبعضها سما وهدى إلى ما يحتاج إلى استخراجها من الجبال والمعادن، كيف تستخرج، وكيف تستعمل.
(والذي أخرج المرعى) أي أنبت الحشيش من الأرض لمنافع جميع الحيوان، وأقواتهم (فجعله) بعد الخضرة (غثاء) أي هشيما جافا كالغثاء الذي تراه فوق السيل (أحوى) أي أسود بعد الخضرة، وذلك أن الكلأ إذا يبس أسود. وقيل:
معناه أخرج العشب وما ترعاه النعم. (أحوى) أي شديد الخضرة يضرب إلى السواد، من شدة خضرته، فجعله غثاء أي يابسا بعد ما كان رطبا، وهو قوت البهائم في الحالين. فسبحان من دبر هذا التدبير، وقدر هذا التقدير. وقيل: إنه مثل ضربه الله تعالى لذهاب الدنيا بعد نضارتها. (سنقرئك فلا تنسى) أي سنأخذ عليك قراءة القرآن، فلا تنسى ذلك. وقيل: معناه سيقرأ عليك جبرائيل القرآن بأمرنا، فتحفظه ولا تنساه. قال ابن عباس: كان النبي (ص) إذا نزل عليه جبرائيل (عليه السلام بالوحي، يقرأه مخافة أن ينساه، فكان لا يفرغ جبرائيل (ع) من آخر الوحي حتى يتكلم هو


[1] الزق: إطعام الطائر فرخه بمنقاره.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست