responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 324
والوضوء، والغسل من الجنابة، وكل مفروض، لأن الأعمال كلها سرائر خفية، فإن شاء قال الرجل: صليت، ولم يصل، وإن شاء قال: توضأت ولم يتوضأ، فذلك قوله (يوم تبلى السرائر) وقيل: يظهر الله أعمال كل أحد لأهل القيامة، حتى يعلموا على أي شئ أثابه، ويكون فيه زيادة سرور له، وإن يكن من أهل العقوبة، يظهر عمله ليعلموا على أي شئ عاقبه، ويكون ذلك زيادة غم له. والسرائر: ما أسره من خير أو شر، وما أضمره من إيمان أو كفر. وروي عن عبد الله بن عمر أنه قال: يبدي الله يوم القيامة كل سر، ويكون زينا في الوجوه، وشينا في الوجوه.
(فما له) أي فما لهذا الانسان المنكر للبعث والحشر (من قوة) يمتنع بها من عذاب الله (ولا ناصر) ينصره من الله. والقوة هي القدرة. ثم ذكر سبحانه قسما آخر تأكيدا لأمر القيامة، فقال: (والسماء ذات الرجع) أي ذات المطر عن أكثر المفسرين. وقيل: يعني بالرجع شمسها وقمرها ونجومها، تغيب ثم تطلع، عن ابن زيد. وقيل: رجع السماء إعطاؤها الخير الذي يكون من جهتها حالا بعد حال، على مرور الأزمان، فترجع بالغيث، وأرزاق العباد، وغير ذلك. (والأرض ذات الصدع) تتصدع بالنبات أي تنشق فيخرج منها النبات والأشجار.
(إنه لقول فصل) هذا جواب القسم يعني أن القرآن يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما. وروي ذلك عن الصادق (ع). وقيل: معناه أن الوعد بالبعث والإحياء بعد الموت، قول فصل أي مقطوع به، لا خلاف ولا ريب فيه (وما هو بالهزل) أي هو الجد وليس باللعب. وقيل: إن القرآن لم ينزل باللعب. ثم أخبر سبحانه عن مشركي قريش فقال: (إنهم يكيدون كيدا) أي يحتالون في الإيقاع بك، وبمن معك، ويريدون إطفاء نورك. (وأكيد كيدا) أي أريد أمرا آخر على ضد ما يريدون، وأدبر ما ينقض تدابيرهم ومكايدهم، فسمى ذلك كيدا من حيث يخفى ذلك عليهم.
(فمهل الكافرين) أي انتظر بهم يا محمد، ولا تعاجلهم، وارض بتدبير الله فيهم (أمهلهم رويدا) أي إمهالا قليلا، عن قتادة. وإنما قلل الإمهال، لأن ما هو كائن آت لا محالة، فهو قليل، والمراد به يوم القيامة. وقيل: أراد يوم بدر، والمعنى: لا تعجل علي في طلب هلاكهم، بل اصبر عليهم قليلا، فإن الله مجزيهم لا محالة، اما بالقتل والذل في الدنيا، أو بالعذاب في الآخرة. قال ابن جني: قوله

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست