responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 293
النظم أن هذا منتظم بقوله (يوم يقوم الناس) وان قوله (كلا إن كتاب الفجار) وما اتصل به، اعتراض بينهما. ثم فسر سبحانه المكذبين فقال: (الذين يكذبون بيوم الدين) أي يوم الجزاء. فإن من كذب بالباطل لا يتوجه إليه الوعيد، بل هو ممدوح.
ثم قال: (وما يكذب به) أي لا يكذب بيوم الجزاء (إلا كل معتد) أي متجاوز للحق إلى الباطل (أثيم) كثير الإثم، مبالغ في ارتكابه. ثم وصف المعتدي الأثيم بقوله: (إذا تتلى عليه آياتنا) وهي القرآن (قال أساطير الأولين) أي أباطيل الأولين. والتقدير: قال هذا أساطير الأولين أي ما سطره الأولون وكتبوه، مما لا أصل له.
(كلا) لا يؤمنون. وقيل: ليس الأمر على ما قالوه: ثم استأنف، فقال:
(بل ران على قلوبهم) أي غلب عليها (ما كانوا يكسبون) والمعنى غلب ذنوبهم على قلوبهم. وقيل: إن معنى الرين هو الذنب على الذنب حتى يموت القلب، عن الحسن وقتادة. وقال الفراء: كثرت المعاصي منهم والذنوب وأحاطت بقلوبهم، فذلك الرين عليها، وعن عبد الله بن مسعود قال: إن الرجل ليذنب الذنب فتنكت على قلبه نكتة سوداء، ثم يذنب الذنب فتنكت نكتة أخرى، حتى يصير قلبه على لون الشاة السوداء. وروى العياشي بإسناده عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء، فإذا تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب، زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض، فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا، وهو قول الله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم) الآية. وقال أبو عبد الله (ع): يصدأ القلب فإذا ذكرته بآلاء الله انجلى عنه. وقال أبو مسلم: إن اعتيادهم الكفر، وإلفتهم له، وغفلتهم، صار غطاء على قلوبهم، فلا يعقلون ما ينفعهم، لأن ترك النظر في العواقب، وكثرة المعاصي، والانهماك في الفسق، يقوي الدواعي في الإعراض عن التوبة، والايلاع بالذنوب، فصار ذلك كالغالب على القلوب الرائن عليها. وقال أبو القاسم البلخي:
وفي الآية دلالة على صحة ما يقوله أهل العدل في تفسير الطبع على القلوب، والختم عليها والإضلال لأنه تعالى - أخبر أن أعمالهم السيئة، وما كانوا يكسبونه من القبيح ران على قلوبهم.
(كلا) يريد لا يصدقون، عن ابن عباس. ثم استأنف (إنهم عن ربهم يومئذ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست