responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 288
على أن أهل الكبيرة من المسلمين، لا يخلدون في النار، ولأنه سبحانه قد ذكر المكذبين بالدين فيما قبل هذه الآية. فالأولى أن تكون لفظة الفجار مخصوصة بهم.
وأيضا فإذا احتمل الكلام ذلك بطل تعلق أهل الوعيد بعموم اللفظ.
ثم عظم سبحانه يوم القيامة فقال: (وما أدراك ما يوم الدين) تعظيما له لشدته، وتنبيها على عظم حاله، وكثرة أهواله (ثم ما أدراك ما يوم الدين) كرره تأكيدا لذلك. وقيل: أراد ما أدراك ما في يوم الدين من النعيم لأهل الجنة، وما أدراك ما في يوم الدين من العذاب لأهل النار، عن الجبائي. (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا) أي لا يملك أحد الدفاع عن غيره ممن يستحق العقاب، كما يملك كثير من الناس في دار الدنيا ذلك.
(والأمر يومئذ لله) وحده أي: الحكم له في الجزاء والثواب، والعفو والانتقام. وروى عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) أنه قال: إن الأمر يومئذ واليوم كله لله. يا جابر! إذا كان يوم القيامة بادت الحكام، فلم يبق حاكم إلا الله. وقيل: معناه يوم لا تملك نفس لنفس كافرة شيئا من المنفعة، عن مقاتل.
والمعنى الصحيح في الآية أن الله سبحانه قد ملك في الدنيا كثيرا من الناس أمورا وأحكاما، وفي القيامة لا أمر لسواه ولا حكم [1]. ومتى قيل: فيجب أن لا يصح على هذا شفاعة النبي (ص). فالجواب: إن ذلك لا يكون إلا بأمره تعالى، وبإذنه، وهو من تدابيره.


[1]: وقد مر نظير هذا الكلام في قوله تعالى: (مالك يوم الدين) في سورة الفاتحة فراجع.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست