responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 267
الأعمى) أي لأن جاءه الأعمى (وما يدريك لعله) أي لعل هذا الأعمى (يزكى) يتطهر بالعمل الصالح، وما يتعلمه منك (أو يذكر) أي يتذكر فيتعظ بما يعلمه من مواعظ القرآن. (فتنفعه الذكرى) في دينه. قالوا: وفي هذا لطف من الله عظيم لنبيه (ص)، إذ لم يخاطبه في باب العبوس، فلم يقل عبست. فلما جاوز العبوس عاد إلى الخطاب فقال. وما يدريك.
ثم قال (أما من استغنى) أي من كان عظيما في قومه، واستغنى بالمال (فأنت له تصدى) أي تتعرض له وتقبل عليه بوجهك (وما عليك ألا يزكى) أي في شئ يلزمك إن لم يسلم، ولم يتطهر من الكفر، فإنه ليس عليك إلا البلاغ (وأما من جاءك يسعى) أي يعمل في الخير، يعني ابن أم مكتوم (وهو يخشى) الله، عز وجل (فأنت عنه تلهى) أي تتغافل وتشتغل عنه بغيره (كلا) أي: لا تعد لذلك، وانزجر عنه (إنها تذكرة) أي إن آيات القرآن تذكير، وموعظة للخلق (فمن شاء ذكره) أي ذكر التنزيل أو القرآن أو الوعظ. والمعنى: فمن شاء أن يذكره ذكره. وفي هذا دلالة على أن العبد قادر على الفعل، مخير فيه. وقوله. (كلا) فيه دلالة على أنه ليس له أن يفعل ذلك في المستقبل. وأما الماضي، فلم يتقدم النهي عن ذلك فيه، فلا يكون معصية.
ثم أخبر سبحانه بجلالة قدر القرآن عنده فقال: (في صحف مكرمة) أي هذا القرآن، أو هذه التذكرة في كتب معظمة عند الله، وهي اللوح المحفوظ، عن ابن عباس. وقيل: يعني كتب الأنبياء المنزلة عليهم، كقوله. (إن هذا لفي الصحف الأولى. (مرفوعة) في السماء السابعة. وقيل: مرفوعة قد رفعها الله عن دنس الأنجاس (مطهرة) لا يمسها إلا المطهرون. وقيل: مصونة عن أن تنالها أيدي الكفرة، لأنها في أيدي الملائكة في أعز مكان، عن الجبائي. وقيل: مطهرة من كل دنس، عن الحسن. وقيل: مطهرة من الشك والشبهة والتناقض. (بأيدي سفرة) يعني الكتبة من الملائكة، عن ابن عباس ومجاهد، وقيل. يعني السفراء بالوحي بين الله تعالى، وبين رسله من السفارة. وقال قتادة هم القراء يكتبونها ويقرأونها.
وروى فضيل بن يسار، عن الصادق (ع) قال: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست