responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 261
منها (فسواها) بلا شقوق ولا فطور ولا تفاوت. وقيل: سواها أحكمها، وجعلها متصرفا للملائكة.
(وأغطش ليلها) أي أظلم ليلها، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة (وأخرج ضحاها) اي أبرز نهارها. وإنما أضاف الليل والضحى إلى السماء، لأن منها منشأ الظلام والضياء بغروب الشمس وطلوعها، على ما دبرها الله، عز وجل (والأرض بعد ذلك دحاها) أي بعد خلق السماء بسطها من الدحو، وهو البسط. قال ابن عباس: إن الله تعالى دحا الأرض بعد السماء، وإن كانت الأرض خلقت قبل السماء، وكانت ربوة مجتمعة تحت الكعبة فبسطها. وقال مجاهد، والسدي: معناه والأرض مع ذلك دحاها، كما قال: (عتل بعد ذلك زنيم) أي مع ذلك (أخرج منها) أي من الأرض (ماءها) والمعنى: فجر الأنهار والبحار والعيون، عن ابن عباس. (ومرعاها) مما يأكل الناس والأنعام. بين سبحانه بذلك جميع المنافع المتعلقة بالأرض من المياه التي بها حياة كل شئ من الحيوانات والأشجار والثمار والحبوب والعيون، عن ابن عباس. وبها يحصل جميع الأرزاق، والنبات التي تصلح للمواشي، فهي ترعاه بأن تأكله في موضعه.
(والجبال أرساها) أي: أثبتها في أوساط الأرض (متاعا لكم ولأنعامكم) أي خلق سبحانه الأرض، وأخرج منها المياه والمراعي، وأثبت الجبال بما فيها من أنواع المعادن لمنفعتكم، ومنفعة أنعامكم، تنتفعون بها. ولما دل سبحانه بهذه الأشياء على صحة البعث، وصف يوم البعث فقال: (فإذا جاءت الطامة الكبرى) وهي القيامة، لأنها تطم على كل داهية هائلة، أي تعلو وتغلب. ومن ذلك يقال: ما من طامة إلا وفوقها طامة، والقيامة فوق كل طامة، فهي الداهية العظمى، قال الحسن:
هي النفخة الثانية. وقيل: هي الغاشية الغليظة المجللة التي تدقق الشئ بالغلظ.
وقيل: إن ذلك حين يساق أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار (يوم يتذكر الانسان ما سعى) أي تجئ الطامة في يوم يتذكر الانسان ما عمله من خير أو شر (وبرزت الجحيم) أي أظهرت النار (لمن يرى) فيراها الخلق مكشوفا عنها الغطاء، ويبصرونها مشاهدة (فأما من طغى) أي تجاوز الحد الذي حده الله، وارتكب المعاصي (وآثر الحياة الدنيا) على الآخرة (فإن الجحيم هي المأوى) له.
والإيثار إرادة الشئ على طريقة التفضيل له على غيره (وأما من خاف مقام ربه) أي

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست