responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 244
ولا شرابا، إلا حميما وغساقا. ثم يلبثون فيها، لا يذوقون غير الحميم والغساق من أنواع العذاب. فهذا توقيت لأنواع العذاب، لا لمكثهم في النار، وهذا أحسن الأقوال. وخامسها: إنه يعني به أهل التوحيد، عن خالد بن معدان. وروى نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): " لا يخرج من النار من دخلها، حتى يمكث فيها أحقابا. والحقب: بضع وستون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، كل يوم كألف سنة مما تعدون، فلا يتكلن أحد أن يخرج من النار ". وروى العياشي بإسناده عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية، فقال: هذه في الذين يخرجون من النار. وروي عن الأحول مثله.
وقوله: (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا) يريد النوم والماء، عن ابن عباس.
قال أبو عبيدة: البرد النوم هنا، وأنشد: " فصدني عنها وعن قبلاتها البرد " [1] أي النوم. وقيل: لا يذوقون في جهنم بردا ينفعهم من حرها، ولا شرابا ينفعهم من عطشها، عن مقاتل. (إلا حميما) وهو الماء الحار، الشديد الحر (وغساقا) وهو صديد أهل النار (جزاء وفاقا) أي وافق عذاب النار الشرك، لأنهما عظيمان، فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عذاب أعظم من النار، عن مقاتل. وقيل: جوزوا جزاء وفق أعمالهم، عن الزجاج، وهو المروي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة. والوفاق:
الجاري على المقدار، فالجزاء وفاق لأنه جار على مقدار الأعمال في الاستحقاق.
(إنهم كانوا لا يرجون حسابا) أي فعلنا ذلك بهؤلاء الكفار لأنهم كانوا لا يخافون أن يحاسبوا، والمعنى: كانوا لا يؤمنون بالبعث، ولا بأنهم محاسبون، عن الحسن وقتادة. وقيل: لا يرجون المجازاة على الأعمال، ولا يظنون أن لهم حسابا، عن أبي مسلم. وقال الهذلي في الرجاء بمعنى الخوف.
إذا لسعته النحل، لم يرج لسعها، * وخالفها في بيت نوب عواسل [2] (وكذبوا بآياتنا) أي بما جاءت به الأنبياء. وقيل: بالقرآن. وقيل. بحجج


[1] هذا عجز بيت للكندي، وتمامه:
بردت مراشفها علي فصدني * عنها وعن قبلاتها البرد
والمراشف الشفاه.
[2] مضى البيت في ما سبق.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست