responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 230
ثم بين سبحانه ذلك اليوم فقال: (ليوم الفصل) أي يوم يفصل الرحمن بين الخلائق. ثم عظم ذلك اليوم فقال: (وما أدراك ما يوم الفصل) ثم أخبر سبحانه حال من كذب به فقال: (ويل يومئذ للمكذبين) هذا تهديد ووعيد. إنما خص الوعيد بمن جحدوا يوم القيامة، وكذبوا به، لأن التكذيب بذلك يتبعه خصال المعاصي كلها، وإن لم يذكر معه. والعامل في الظرف محذوف يدل عليه قوله:
(إنما توعدون لواقع) والتقدير: فإذا طمست النجوم، وفرجت السماء، ونسفت الجبال، وأقتت الرسل، وقعت القيامة.
(ألم نهلك الأولين [16] ثم نتبعهم الأخرين [17] كذلك نفعل بالمجرمين [18] ويل يومئذ للمكذبين [19] ألم نخلقكم من ماء مهين [20] فجعلناه في قرار مكين [21] إلى قدر معلوم [22] فقدرنا فنعم القادرون [23] ويل يومئذ للمكذبين [24] ألم نجعل الأرض كفاتا [25] أحياء وأمواتا [26] وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا [27] ويل يومئذ للمكذبين [28].
القراءة: قرأ أهل المدينة والكسائي: (فقدرنا) بالتشديد. والباقون:
(فقدرنا) بالتخفيف. وفي الشواذ قراءة الأعرج: (نتبعهم) بالجزم.
الحجة: قد تقدم أن قدر وقدر بمعنى، والتخفيف أليق بقوله (فنعم القادرون). ومن شد أراد أن يجئ باللغتين، كما يقال جاد مجد [1]. وكقوله سبحانه (فمهل الكافرين أمهلهم) ومن جزم نتبعهم، فإنه يحتمل أمرين أحدهما:
إنه أسكن العين استثقالا لتوالي الحركات والثاني: أن يكون عطفا على نهلك، كما تقول: ألم أزرك ثم أحسن إليك، فيكون معنى هذه القراءة أنه يريد قوما أهلكهم الله سبحانه بعد قوم قبلهم، على اختلاف أوقات المرسلين إليهم نبيا بعد نبي. وأما الرفع على القراءة المشهورة، فلاستئناف الكلام، أو على أن يجعل خبر مبتدأ محذوف.
اللغة: القرار: المكان الذي يمكن طول المكث فيه. والقدر: المقدر المعلوم


[1] فلان جاد مجد أي مجتهد يقال: جد الرجل في أمره إذا بلغ فيه جده، وأجد لغة، فجمع بينهما
في الكلام ههنا.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست