نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 224
خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا [28] إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا [29] وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما [30] يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما [31]. القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: (وما يشاؤون) بالياء. والباقون بالتاء. وفي الشواذ قراءة عبد الله بن الزبير، وأبان بن عثمان: (والظالمون) بالواو. الحجة: وجه الياء قوله تعالى (فمن شاء اتخذ). ووجه التاء أنه خطاب للكافة أي: وما تشاؤون الطاعة، والاستقامة، إلا أن يشاء الله، أو يكون محمولا على الخطاب. وأما قوله: (والظالمون) فإنه على ارتجال جملة مستأنفة. قال ابن جني: كأنه قال الظالمون أعد لهم عذابا أليما، ثم إنه عطف الجملة على ما قبلها، وقد سبق الرفع إلى مبتدئها غير أن قراءة الجماعة أسبق، وهو النصب، لأن معناه: ويعذب الظالمين. فلما أضمر هذا الفعل، فسره بقوله (أعد لهم عذابا أليما) وهذا أكثر من أن يؤتى له بشاهد. قال الزجاج: يقول النحويون أعطيت زيدا، وعمرا أعددت له برا، فيختارون النصب على معنى وبررت عمرا، أعددت له برا، وأنشد غيره: أصبحت لا أحمل السلاح، ولا * أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت به * وحدي، وأخشى الرياح، والمطرا اللغة: الأسر: أصله الشد، ومنه قتب مأسور أي مشدود. ومنه الأسير لأنهم كانوا يشدونه بالقد. قولهم خذ بأسره أي. بشدة قبل أن يحل. ثم كثر حتى صار بمعنى. خذ جميعه. قال الأخطل: من كل مجتنب شديد أسره * سلس القياد تخاله مختالا [1] الاعراب: قال الزجاج في قوله (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) أو هنا أوكد من الواو. لأنك إذا قلت: لا تطع زيدا وعمرا، فأطاع أحدهما، كان غير عاص، لأنك
[1] يصف خيلا. والمجتنب: الذي يجنبه صاحبه بجانب فرسه، ولا يركب عليه. وشديد الأسر: قوي. ومختالا أي تحسبه من نشاطه فيه اختيال لحسن مشيته
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 224