responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 22
يقود له فرسه، فازدحم جهجاه، وسنان الجهني من بني عوف بن خزرج، على الماء، فاقتتلا. فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار! وصرخ الغفاري: يا معشر المهاجرين! فأعان الغفاري رجل من المهاجرين، يقال له جعال، وكان فقيرا، فقال عبد الله بن أبي لجعال: إنك لهتاك. فقال: وما يمنعني أن أفعل ذلك. واشتد لسان جعال على عبد الله، فقال عبد الله: والذي يحلف به لآزرنك ويهمك غير هذا.
وغضب ابن أبي، وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم، حديث السن، فقال ابن أبي: قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل: " (سمن كلبك يأكلك) " أما والله لئن رجعنا إلى المدينة، ليخرجن الأعز منها الأذل! يعني بالأعز نفسه، وبالأذل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم أقبل على من حضره من قومه فقال: هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام، لم يركبوا رقابكم، ولأوشكوا أن يتحولوا من بلادكم، ويلحقوا بعشائرهم ومواليهم.
فقال زيد بن أرقم. أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم في عز من الرحمن، ومودة من المسلمين. والله لا أحبك بعد كلامك هذا. فقال عبد الله: اسكت فإنما كنت ألعب. فمشى زيد بن أرقم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بعد فراغه من الغزو، فأخبره الخبر. فامر رسول الله بالرحيل، وأرسل إلى عبد الله فاتاه فقال: ما هذا الذي بلغني عنك؟ فقال عبد الله: والذي أنزل عليك الكتاب! ما قلت شيئا من ذلك قط، وإن زيدا لكاذب. وقال من حضر من الأنصار:
يا رسول الله! شيخنا وكبيرنا لا تصدق عليه كلام غلام من غلمان الأنصار، عسى أن يكون هذا الغلام وهم في حديثه. فعذره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفشت الملامة من الأنصار لزيد. ولما استقل رسول الله فسار، لقيه أسيد بن الحضير فحياه بتحية النبوة، ثم قال: يا رسول الله! لقد رحت في ساعة منكرة، ما كنت تروح فيها؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوما بلغك ما قال صاحبكم؟ زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل! فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن شئت، هو والله الذليل، وأنت العزيز. ثم قال: يا رسول الله! أرفق به، فوالله لقد جاء الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه، وإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا. وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي ما كان من أمر أبيه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! إنه

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست