responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 216
أقصى المبالغ، وسمي العذاب شرا، لأنه لا خير فيه للمعاقبين، وإن كان في نفسه حسنا، لكونه مستحقا. وقيل: المراد بالشر هنا أهوال يوم القيامة وشدائده (ويطعمون الطعام على حبه) أي على حب الطعام، والمعنى: يطعمون الطعام أشد ما تكون حاجتهم إليه. وصفهم الله سبحانه بالأثرة على أنفسهم. وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما من مسلم أطعم مسلما على جوع إلا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عري، إلا كساه الله من خضر الجنة، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق) قال ابن عباس يطعمون الطعام على شهوتهم له، ومحبتهم إياه. وقيل: الهاء كناية عن الله تعالى أي: يطعمون الطعام على حب الله.
(مسكينا) وهو الفقير الذي لا شئ له (ويتيما) وهو الذي لا والد له من الأطفال (وأسيرا) وهو المأخوذ من أهل دار الحرب عن قتادة. وقيل: هو المحبوس من أهل القبلة، عن مجاهد، وسعيد بن جبير. وقيل: الأسير المرأة. (إنما نطعمكم لوجه الله) أي لطلب رضا الله خالصا لله، مخلصا من الرياء، وطلب الجزاء، وهو قوله: (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) وهو مصدر مثل القعود والجلوس. وقيل: إنهم لم يتكلموا بذلك، ولكن علم الله سبحانه ما في قلوبهم فأثنى به عليهم، ليرغب في ذلك الراغب، عن سعيد بن جبير، ومجاهد. والمراد لا نطلب بهذا الطعام مكافأة عاجلة، ولا نريد أن تشكرونا عليه، عند الخلق، بل فعلناه لله.
(إنا نخاف من ربنا يوما) أي عذاب يوم (عبوسا) أي مكفهرا تعبس فيه الوجوه. ووصف اليوم بالعبوس توسعا لما فيه من الشدة، وهذا كما يقال: يوم صائم وليل قائم. قال ابن عباس: يعبس فيه الكافر حتى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران، (قمطريرا) أي صعبا شديدا، عن أبي عبيدة، والمبرد. وقال الحسن:
سبحان الله ما أشد اسمه، وهو من اسمه أشد. وقيل: القمطرير الذي يقلص الوجوه، ويقبض الجباه، وما بين الأعين من شدته، عن قتادة.
(فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا (11) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (12) متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا (13) ودانية عليهم

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست