responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 213
أليس قد أتى عليك دهور لم تكن شيئا مذكورا، ثم ذكرت، وكل أحد يعلم من نفسه أنه لم يكن موجودا ثم وجد، فإذا تفكر في ذلك علم أن له صانعا صنعه، ومحدثا أحدثه. والمراد بالإنسان هنا آدم عليه السلام. وهو أول من سمي به، عن الحسن وقتادة وسفيان والجبائي. وقيل: إن المراد به كل انسان، والألف واللام للجنس، عن أبي مسلم. وقيل: إنه أتى على آدم عليه السلام أربعون سنة، لم يكن شيئا مذكورا لا في السماء ولا في الأرض، بل كان جسدا ملقى من طين، قبل أن ينفخ فيه الروح.
وروى عطاء عن ابن عباس، أنه تم خلقه بعد عشرين ومائة سنة. وروى العياشي بإسناده عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله (لم يكن شيئا مذكورا) قال: كان شيئا. ولم يكن مذكورا.
وبإسناده عن سعيد الحداد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان مذكورا في العلم، ولم يكن مذكورا في الخلق. وعن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. وعن حمران بن أعين قال: سألت عنه فقال: كان شيئا مقدورا، ولم يكن مكونا. وفي هذا دلالة على أن المعدوم معلوم، وإن لم يكن مذكورا، وأن المعدوم يسمى شيئا، فإذا حملت الانسان على الجنس، فالمراد أنه قبل الولادة، لا يعرف، ولا يذكر، ولا يدرى من هو، وما يراد به، بل يكون معدوما، ثم يوجد في صلب أبيه، ثم في رحم أمه، إلى وقت الولادة. وقيل: المراد به العلماء، لأنهم كانوا لا يذكرون، فصيرهم الله سبحانه بالعلم مذكورين بين الخاص والعام في حياتهم، وبعد مماتهم، وسمع عمر بن الخطاب رجلا يقرأ هذه الآية فقال: ليت ذلك ثم يعني ليت آدم بقي على ما كان، فكان لا يلد ولا يبتلى أولاده.
ثم قال سبحانه: (إنا خلقنا الانسان) يعني ولد آدم عليه السلام (من نطفة) وهي ماء الرجل والمرأة الذي يخلق منه الولد (أمشاج) أي أخلاط من ماء الرجل وماء المرأة في الرحم، فأيهما علا ماء صاحبه، كان الشبه له، عن ابن عباس والحسن وعكرمة ومجاهد. وقيل: أمشاج أطوار طورا نطفة، وطورا علقة، وطورا مضغة، وطورا عظاما إلى أن صار إنسانا، عن قتادة. وقيل: أراد اختلاف ألوان النطفة، فنطفة الرجل بيضاء وحمراء، ونطفة المرأة خضراء وصفراء، فهي مختلفة الألوان، عن مجاهد والضحاك والكلبي، وروي أيضا عن ابن عباس. وقيل: نطفة مشجت بدم الحيض، فإذا حبلت ارتفع الحيض، عن الحسن. وقيل: هي العروق التي

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست