responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 194
(بل يريد الانسان) أي يريد الكافر (ليفجر أمامه) هذا إخبار من الله تعالى أن الانسان يمضي قدما في معاصي الله تعالى، راكبا رأسه، لا ينزع عنها ولا يتوب، عن مجاهد والحسن وعكرمة والسدي، أي فهذا هو الذي يحمله على الإعراض عن مقدورات ربه، فلذلك لا يقر بالبعث، وينكر النشور. وقيل: ليفجر أمامه أي ليفكر بما قدامه من البعث، ويكذب به، فالفجور هو التكذيب. وعن الزجاج قال: ويجوز أن يريد أنه يسوف التوبة، ويقدم الأعمال السيئة. وقال ابن الأنباري: يريد أن يفجر ما امتد عمره، وليس في نيته أن يرجع عن ذنب يرتكبه. وقيل: معناه أنه يقول أعمل ثم أتوب، عن عطية، والمراد أنه يتعجل المعصية، ثم يسوف التوبة، يقول غدا، وبعد غد (يسأل أيان يوم القيامة) معناه: إن الذي يفجر أمامه يسأل متى تكون القيامة، فإن معنى أيان متى، إلا أن السؤال بمتى أكثر من السؤال بأيان فلذلك حسن أن يفسر بها، وإنما يسأل عن ذلك تكذيبا واشتغالا بالدنيا، من غير تفكر في العاقبة، فإذا خوف بالقيامة قال: متى يكون ذلك.
ثم قال سبحانه: (فإذا برق البصر) أي شخص البصر عند معاينة ملك الموت، فلا يطرف من شدة الفزع. وقيل: إذا فزع وتحير لما يرى من أهوال القيامة، وأحوالها مما كان يكذب به في الدنيا. وهذا كقوله لا يرتد إليهم طرفهم، عن قتادة، وأبي مسلم (وخسف القمر) أي ذهب نوره وضوؤه (وجمع الشمس والقمر) جمع بينهما في ذهاب ضوئهما بالخسوف، ليتكامل ظلام الأرض على أهلها حتى يراها كل أحد بغير نور وضياء، عن مجاهد، وهو اختيار الفراء، والزجاج.
والجمع على ثلاثة أقسام جمع في المكان، وجمع في الزمان، وجمع الأعراض في المحل. فأما جمع الشيئين في حكم أو صفة، فمجاز، لأن حقيقة الجمع جعل أحد الشيئين مع الآخر. وقيل: جمع بينهما في طلوعهما من المغرب، كالبعيرين القرينين، عن ابن مسعود (يقول الانسان) المكذب بالقيامة (يومئذ أين المفر) أي أين الفرار، ويجوز أن يكون معناه: أين موضع الفرار، عن الفراء. وقال الزجاج:
المفر بالفتح الفرار. والمفر بالكسر مكان الفرار.
قال الله سبحانه (كلا لا وزر) أي لا مهرب، ولا ملجأ لهم يلجأون إليه.
والوزر. ما يتحصن به من جبل أو غيره، ومنه الوزير الذي يلجأ إليه في الأمور.
وقيل: معناه لا حصن، عن الضحاك (إلى ربك يومئذ المستقر) أي المنتهى، عن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست