responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 182
(وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) الآية. عن ابن عباس وقتادة والضحاك ومعناه: وما جعلنا الموكلين بالنار، المتولين تدبيرها، إلا ملائكة جعلنا شهوتهم في تعذيب أهل النار، ولم نجعلهم من بني آدم، كما تعهدون أنتم فتطيقونهم (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا) أي لم نجعلهم على هذا العدد إلا محنة وتشديدا في التكليف للذين كفروا نعم الله، وجحدوا وحدانيته، حتى يتفكروا فيعلموا أن الله سبحانه حكيم لا يفعل إلا ما هو حكمة، ويعلموا أنه قادر على أن يزيد في قواهم ما يقدرون به على تعذيب الخلائق، ولو راجع الكفار عقولهم لعلموا أن من سلط ملكا واحدا على كافة بني آدم، لقبض أرواحهم، فلا يغلبونه، قادر على سوق بعضهم إلى النار، وجعلهم فيها بتسعة عشر من الملائكة (ليستيقن الذين أوتوا الكتاب) من اليهود والنصارى أنه حق، وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم صادق من حيث أخبر بما هو في كتبهم من غير قراءة لها، ولا تعلم منهم (ويزداد الذين آمنوا إيمانا) أي يقينا بهذا العدد وبصحة نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا أخبرهم أهل الكتاب أنه مثل ما في كتابهم.
(ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون) أي ولئلا يشك هؤلاء في عدد الخزنة. والمعنى: وليستيقن من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن آمن به صحة نبوته، إذا تدبروا وتفكروا (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا) اللام هنا لام العاقبة أي عاقبة أمر هؤلاء أن يقولوا هذا يعني المنافقين والكافرين. وقيل: معناه ولأن يقولوا ماذا أراد الله بهذا الوصف والعدد، ويتدبروه، فيؤدي بهم التدبر في ذلك إلى الإيمان (كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) أي مثل ما جعلنا خزنة أصحاب النار ملائكة ذوي عدد محنة واختبارا، نكلف الخلق ليظهر الضلال والهدى، وأضافهما إلى نفسه، لأن سبب ذلك التكليف هو من جهته.
وقيل: يضل عن طريق الجنة والثواب من يشاء ويهدي من يشاء إليه (وما يعلم جنود ربك إلا هو) أي ما يعلم جنود ربك من كثرتها أحد، إلا هو، ولم يجعل خزنة النار تسعة عشر لقلة جنوده، ولكن الحكمة اقتضت ذلك. وقيل: هذا جواب أبي جهل حين قال: ما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر، عن مقاتل. وقيل: معناه وما يعلم عدة الملائكة الذين خلقهم الله لتعذيب أهل النار إلا الله، عن عطاء. والمعنى: إن التسعة عشر هم خزنة النار، ولهم من الأعوان والجنود ما لا يعلمه إلا الله.
ثم رجع إلى ذكر سقر فقال: (وما هي إلا ذكرى للبشر) أي تذكرة وموعظة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست