responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 167
(شاهدا عليكم) أي: يشهد عليكم في الآخرة بما يكون منكم، لا في الدنيا (كما أرسلنا إلى فرعون) بمصر (رسولا) يعني موسى بن عمران.
(فعصى فرعون الرسول) ولم يقبل منه ما دعاه إليه (فأخذناه) بالعذاب (أخذا وبيلا) أي شديدا ثقيلا مع كثرة جنوده، وسعة ملكه، يعني الغرق. حذرهم سبحانه أن ينالهم مثل ما نال فرعون وقومه (فكيف تتقون إن كفرتم) ولم تؤمنوا برسولكم (يوما) أي عقاب يوم (يجعل الولدان شيبا) وهو جمع أشيب. وهذا وصف لذلك اليوم وشدته. كما يقال هذا أمر يشيب منه الوليد، وتشيب منه النواصي إذا كان عظيما شديدا. والمعنى: بأي شئ تتحصنون من عذاب ذلك اليوم ان كفرتم؟ وكيف تدفعون عنكم ذلك؟ قال النابغة:
سقط النصيف، ولم ترد إسقاطه، * فتناولته واتقتنا باليد [1] أي دفعتنا. ثم زاد سبحانه في وصف شدة ذلك اليوم فقال: (السماء منفطر به) الهاء تعود إلى اليوم، وهذا كما يقال فلان بالكوفة أي: هو فيها. والمعنى: إن السماء تنفطر وتنشق في ذلك اليوم من هوله. وقيل: بسبب ذلك اليوم وهو له وشدته.
وقيل: بأمر الله وقدرته. ولم يقل منفطرة لأن لفظة السماء مذكر، فيجوز أن يذكر ويؤنث. ومن ذكر أراد السقف. وقيل: معناه ذات انفطار، كما يقال امرأة مطفل أي: ذات أطفال، ومرضع ذات رضاع، فيكون على طريق النسبة.
(كان وعده مفعولا) أي كائنا لا خلف فيه، ولا تبديل (إن هذه) الصفة التي ذكرناها، وبيناها (تذكرة) أي عظة لمن أنصف من نفسه، والتذكرة الموعظة التي يذكر بها ما يعمل عليه. (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) أي فمن شاء من المكلفين، اتخذ إلى ثواب ربه سبيلا، لأنه قادر على الطاعة التي لو فعلها وصل إلى الثواب، وقد رغبه الله تعالى فيه، ودعاه إلى فعل ما يوصله إليه، وبعث رسولا يدعوه إليه، فمن لم يصل إليه، فبسوء اختياره انصرف عنه.


[1] كان النابغة من أخصاء النعمان بن المندر، ملك الحيرة، ودخل عليه يوما فجأة، ومعه امرأته
المتجردة فالتفتت إليه مذعورة، فسقط نصيفها - وهو الخمار - فاستترت بيدها وذراعها. فكادت
ذراعها تستر وجهها لغلظها، وكثرة لحمها، فأمره النعمان أن يقول قصيدة فيها، فأنشأ قصيدته
ومنها البيت


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست