responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 139
جانب، ويحترقون في النار من جانب. وأنشد ابن الأنباري:
الخلق مجتمع طورا، ومفترق، * والحادثات فنون ذات أطوار لا تعجبن لأضداد إذا اجتمعت، * فالله يجمع بين الماء، والنار (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) أي نازل دار. يعني:
لا تدع منهم أحدا إلا أهلكته. قال قتادة: ما دعا بهذا عليهم إلا بعد أن أنزل عليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، فلذلك قال: (إنك إن تذرهم يضلوا عبادك) أي إن تتركهم ولم تهلكهم، يضلوا عبادك عن الدين بالإغواء والدعاء إلى خلافه (ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) وإلا فلم يعلم نوح الغيب، وإنما قال ذلك بعد أن أعلمه الله إياه. والمعنى: ولا يلدوا إلا من يكون عند بلوغه كافرا، لأنه لا يذم على الكفر من لم يقع منه فعل الكفر، وقال مقاتل والربيع وعطاء: إنما قال ذلك نوح عليه السلام لأن الله تعالى أخرج من أصلابهم كل من يكون مؤمنا، وأعقم أرحام نسائهم، وأيبس أصلاب رجالهم قبل العذاب بأربعين سنة. وأخبر الله تعالى نوحا بأنهم لا يؤمنون، ولا يلدون مؤمنا، فحينئذ دعا عليهم، فأجاب الله دعاءه، فأهلكهم كلهم، ولم يكن فيهم صبي وقت العذاب.
ثم دعا لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات فقال: (رب اغفر لي ولوالدي) واسم أبيه لمك بن متوشلخ، واسم أمه سمحاء بنت أنوش وكانا مؤمنين. وقيل: يريد آدم وحواء (ولمن دخل بيتي مؤمنا) أي دخل داري. وقيل: مسجدي، عن الضحاك.
وقيل: سفينتي. وقيل: يريد بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم. (وللمؤمنين والمؤمنات) عامة.
وقيل: من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلبي. (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) أي هلاكا ودمارا. قال أهل التحقيق: دعا نوح (ع) دعوتين. دعوة على الكافرين، ودعوة للمؤمنين، فاستجاب الله دعوته على الكافرين، فأهلك من كان منهم على وجه الأرض، ونرجو أن يستجيب أيضا دعوته للمؤمنين، فيغفر لهم.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست