responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 12
إلا أحد عشر رجلا، عن ابن كيسان. وقيل. إنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات، في كل يوم مرة، لعير تقدم من الشام، وكل ذلك يوافق يوم الجمعة، عن قتادة ومقاتل.
المعنى: لما تقدم ذكر اليهود في إنكارهم ما في التوراة، أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يخاطبهم بما يفحمهم، فقال: قل " يا محمد يا (أيها الذين هادوا) أي سموا يهودا (إن زعمتم أنكم أولياء لله) أي إن كنتم تظنون على زعمكم أنكم أنصار لله، وأن الله ينصركم (من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)، أنكم أبناء الله وأحباؤه، فإن الموت هو الذي يوصلكم إليه. ثم أخبر سبحانه عن حالهم في كذبهم، واضطرابهم في دعواهم، وأنهم غير واثقين بذلك، فقال. (ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) من الكفر والمعاصي (والله عليم بالظالمين) أي عالم بأفعالهم وأحوالهم. وقد تقدم تفسير الآيتين في سورة البقرة، وفيه معجزة للرسول، لأنه أخبر أنهم لا يتمنون الموت أبدا، لما يعرفون من صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذبهم، فكان الأمر كما قال. وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال. " لو تمنوا لماتوا عن آخرهم ".
قل " يا محمد إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم " أي: إنكم وإن فررتم من الموت وكرهتموه، فإنه لا بد ينزل بكم ويلقاكم ويدرككم، ولا ينفعكم الهرب منه. وإنما قال: فإنه ملاقيكم " بالفاء سواء فروا منه، أو لم يفروا منه، فإنه ملاقيهم، مبالغة في الدلالة على أنه لا ينفع الفرار منه، لأنه إذا كان الفرار بمنزلة السبب في ملاقاته، فلا معنى للتعرض للفرار، لأنه لا يباعد منه، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين عليه في قوله: كل امرئ لاق ما يفر منه، والأجل مساق النفس، والهرب منه موافاته. وقال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه، * ولو نال أسباب السماء بسلم ولا شك أنها تناله، هابها أو لم يهبها، ولكنه إذا كانت هيبته بمنزلة السبب للمنية، فالهيبة لا معنى لها. وقيل: إن التقدير قل إن الموت هو الذي تفرون منه، فجعل (الذي) في موضع الخبر لا صفة للموت، ويكون فإنه، مستأنفا. ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة " أي ترجعون إلى الله الذي يعلم سركم وعلانيتكم يوم القيامة فينبئكم بما كنتم تعملون " في دار الدنيا ويجازيكم بحسبها. ثم خاطب سبحانه المؤمنين فقال: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) أي

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست