responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 100
تعالى تداركه بنعمة من عنده، فطرح بالعراء، وهو غير مذموم (فاجتباه ربه) أي اختاره الله نبيا (فجعله من الصالحين) أي من جملة المطيعين لله، التاركين لمعاصيه (وإن يكاد الذين كفروا) إن هذه هي المخففة من الثقيلة، والتقدير: وإنه يكاد أي قارب الذين كفروا.
(ليزلقونك بأبصارهم) أي ليزهقونك أي يقتلونك ويهلكونك، عن ابن عباس، وكان يقرأها كذلك. وقيل: ليصرعونك، عن الكلبي. وقيل: يصيبونك بأعينهم، عن السدي. والكل يرجع في المعنى إلى الإصابة بالعين، والمفسرون كلهم على أنه المراد في الآية. وأنكر الجبائي ذلك، وقال: إن إصابة العين لا تصح. وقال علي بن عيسى الرماني. وهذا الذي ذكره غير صحيح [1]، لأنه غير ممتنع أن يكون الله تعالى أجرى العادة لصحة ذلك، لضرب من المصلحة، وعليه إجماع المفسرين، وجوزه العقلاء، فلا مانع منه. وجاء في الخبر أن أسماء بنت عميس قالت. يا رسول الله! إن بني جعفر تصيبهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال:
(نعم فلو كان شئ يسبق القدر لسبقه العين). وقيل: إن الرجل منهم كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوع ثلاثة أيام، ثم كان يصفه فيصرعه بذلك، وذلك بأن يقول للذي يريد أن يصيبه بالعين. لا أرى كاليوم إبلا، أو شاء أو ما أراد أي كإبل أراها اليوم. فقالوا للنبي كما كانوا يقولون لما يريدون أن يصيبوه بالعين، عن الفراء، والزجاج. وقيل: معناه أنهم ينظرون إليك عند تلاوة القرآن، والدعاء إلى التوحيد، نظر عداوة، وبغض، وإنكار لما يسمعونه، وتعجب منه، فيكادون يصرعونك بحدة نظرهم، ويزيلونك عن موضعك. وهذا مستعمل في الكلام، يقولون. نظر إلي فلان نظرا يكاد يصرعني، ونظرا يكاد يأكلني فيه، وتأويله كله أنه نظر إلي نظرا لو أمكنه معه أن يأكلني، أو يصرعني لفعل، عن الزجاج.
وقوله (لما سمعوا الذكر) يعني القرآن (ويقولون) مع ذلك (إنه لمجنون) أي مغلوب على عقله مع علمهم بوقاره، ووفور عقله، تكذيبا عليه، ومعاندة له (وما هو) أي وما القرآن (الا ذكر) أي شرف (للعالمين) إلى أن تقوم الساعة. وقيل:


[1] مر الكلام في صحة ذلك وعدمه، والدليل عليه من القرآن الكريم في سورة يوسف. راجع ما
سبق.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست