responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 10
سبعة أيام وللنصارى يوم أيضا مثل ذلك، فلنجعل يوما نجتمع فيه، فنذكر الله، عز وجل، ونشكره. وكما قالوا يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العروبة. فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ، وذكرهم، فسموه يوم الجمعة حين اجتمعوا إليه، فذبح لهم أسعد بن زرارة شاة، فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة، وذلك لقلتهم. فأنزل الله تعالى في ذلك: (إذا نودي للصلاة) الآية. فهذه أول جمعة جمعت في الاسلام.
فأما أول جمعة جمعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه فقيل: إنه قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مهاجرا حتى نزل قبا على عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة، خلت من شهر ربيع الأول، حين الضحى، فأقام بقبا يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة قاصدا المدينة، فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم قد اتخذ اليوم في ذلك الموضع مسجده. وكانت هذه الجمعة أول جمعة جمعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الاسلام. فخطب في هذه الجمعة، وهي أول خطبة خطبها بالمدينة، فيما قيل فقال:
" الحمد لله أحمده وأستعينه، وأستغفره وأستهديه، وأؤمن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة، على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الاجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرط، وضل ضلالا بعيدا.
أوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة، وأن يأمره بتقوى الله. فاحذروا ما حذركم الله من نفسه، وإن تقوى الله لمن عمل به على وجل، ومخافة من ربه، عن صدق على ما تبغون من أمر الآخرة. ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلانية، لا ينوي بذلك إلا وجه الله، يكن له ذكرا في عاجل أمره، وذخرا فيما بعد الموت، وحين يفتقر المرء إلى ما قدم. وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه، والله رؤوف بالعباد.
والذي صدق قوله، ونجز وعده، لا خلف لذلك، فإنه يقول: (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد).


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست