responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 479
النار تدخل أجوافهم.
(ولا يكلمهم الله يوم القيامة): فيه وجهان أحدهما: إنه لا يكلمهم بما يحبون، وفي ذلك دليل على غضبه عليهم، وإن كان يكلمهم بالسؤال بالتوبيخ وبما يغمهم كما قال (فلنسئلن الذين أرسل إليهم) وقال: (اخسؤوا فيها ولا تكلمون).
وهذا قول الحسن والجبائي. والثاني: إنه لا يكلمهم أصلا، فتحمل آيات المسألة على أن الملائكة تسألهم عن الله وبأمره، ويتأول قوله (اخسؤوا فيها) على دلالة الحال، وإنما يدل نفي الكلام على الغضب في الوجه الأول من حيث إن الكلام وضع في الأصل للفائدة، فلما انتفى الفائدة على وجه الحرمان، دل على الغضب.
فأما الكلام على وجه الغم والإيلام فخارج عن ذلك. (ولا يزكيهم) معناه لا يثني عليهم، ولا يصفهم بأنهم أزكياء، ومن لا يثني الله عليه فهو معذب. وقيل: لا تقبل أعمالهم كما تقبل أعمال الأزكياء. وقيل: معناه لا يطهرهم من خبث أعمالهم بالمغفرة (ولهم عذاب أليم) أي: موجع مؤلم.
(أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار (175)).
الاعراب: (ما أصبرهم): قيل: إن (ما) للتعجب كالتي في قوله (قتل الانسان ما أكفره) أي: قد حل محل ما يتعجب منه. وحكي عن بعض العرب أنه قال لخصمه: ما أصبرك على عذاب الله. وقيل: إنه للاستفهام على معنى: أي شئ أصبرهم. يقال: أصبرت السبع، أو الرجل، ونحوه: إذا نصبته لما يكره. قال الحطيئة:
قلت لها أصبرها دائبا: * ويحك! أمثال طريف قليل أي: ألزمها وأضطرها.
المعنى: (أولئك): إشارة إلى من تقدم ذكرهم (الذين اشتروا الضلالة بالهدى) أي: استبدلوا الكفر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإيمان به، فصاروا بمنزلة من يشتري السلعة بالثمن. وقيل: المراد بالضلالة كتمان أمره، مع علمهم به، وبالهدى إظهاره. وقيل: المراد بالضلالة العذاب، وبالهدى الثواب وطريق الجنة أي:
استبدلوا النار بالجنة. وقوله: (والعذاب بالمغفرة) قيل: إنه تأكيد لما تقدم، عن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست