responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 469
المعنى: لما قدم سبحانه ذكر الشيطان، عقبه ببيان ما يدعو إليه من مخالفة الدين، فقال: (إنما يأمركم بالسوء) أي: المعاصي، عن السدي وقتادة. وقيل: بما يسوء فاعله أي: يضره، وهو في المعنى مثل الأول.
(والفحشاء) قيل: المراد به الزنا. وقيل: السوء ما لا حد فيه. والفحشاء:
ما فيه حد، عن ابن عباس. (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) قيل: هو دعواهم له الأنداد والأولاد، ونسبتهم إليه الفواحش، عن أبي مسلم. وقيل:
أراد به جميع المذاهب الفاسدة، والاعتقادات الباطلة.
ومما يسأل على هذا أن يقال: كيف يأمرنا الشيطان ونحن لا نشاهده، ولا نسمع كلامه؟ فالجواب: إن معنى أمره هو دعاؤه إليه، كما تقول: نفسي تأمرني بكذا، أي: تدعوني إليه. وقيل: إنه يأمر بالمعاصي حقيقة، وقد يعرف ذلك الانسان من نفسه، فيجد ثقل بعض الطاعات عليه، وميل نفسه إلى بعض المعاصي. والوسوسة: هي الصوت الخفي، ومنه وسواس الحلي، فيلقي إليه الشيطان أشياء بصوت خفي في أذنه.
ومتى قيل: كيف يميز الانسان بين ما يلقي إليه الشيطان، وما تدعو إليه النفس؟ فالقول: إنه لا ضير عليه إذا لم يميز بينهما، فإنه إذا ثبت عنده أن الشيطان قد يأمره بالمعاصي، جوز في كل ما كان من هذا الجنس أن يكون من قبل الشيطان الذي ثبت له عداوته، فيكون أرغب في فعل الطاعة مع ثقلها عليه، وفي ترك المعاصي مع ميل النفس إليها، مخالفة للشيطان الذي هو عدوه.
(وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون (170)).
اللغة: ألفينا أي: صادفنا ووجدنا. والأب والوالد واحد. والاهتداء:
الإصابة لطريق الحق بالعلم.
الاعراب: (أولو): هنا واو العطف دخلت عليها همزة الاستفهام، والمراد به التوبيخ والتقريع. ومثل هذه الواو (أثم إذا ما وقع آمنتم به) (أفلم يسيروا). وإنما جعلت همزة الاستفهام للتوبيخ، لأنه يقتضي ما الإقرار به

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست