responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 427
تدر على أسوق الممترين * وكفا، إذا ما السحاب ارجحن [1] يعني الشاكين في درورها لطول سيرها. وقيل: المستخرجين ما عندها. قال صاحب العين: المري مسحك ضرع الناقة تمريها لتسكن للحلب. والريح تمري السحاب مريا. والمرية من ذلك. والمرية: الشك. ومنه الامتراء والتماري والمماراة. والمراء: الجدال، وأصل الباب الاستدرار، يقال: " بالشكر تمترى النعم " أي: تستدر.
الاعراب: (الحق): مرفوع بأنه خبر مبتدأ محذوف، وتقديره ذلك الحق، أو هو الحق، ومثله مررت برجل كريم زيد أي: هو زيد. ولو نصب لجاز في العربية على تقدير إعلم الحق من ربك، أو إقرأ الحق. والنون في (لا تكونن): نون التأكيد، يؤكد بها الأمر والنهي، ولا يؤكد بها الخبر، لما كان يدل على كون المخبر به، وليس كذلك الأمر والنهي والاستخبار فألزم الخبر التأكيد بالقسم، وجوابه، واختصت هذه الأشياء بنون التأكيد، ليدل على اختلاف المعنى في المؤكد. ولما كان الخبر أصل الجمل، أكد بأبلغ التأكيد، وهو القسم.
المعنى: هو (الحق من ربك) وهو ما آتاه الله من الوحي والكتاب والشرائع. (فلا تكونن من الممترين) من الشاكين في الحق الذي تقدم إخبار الله تعالى به، وفي عناد من كتم النبوة وامتناعهم من الاجتماع على ما قامت به الحجة. وقيل: من الممترين في شئ يلزمك العلم به. وهذا أولى لأنه أعم. والخطاب وإن كان متوجها إلى النبي عليه السلام فالمراد به الأمة، كقوله عز اسمه: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) وأمثاله. وقيل: الخطاب له لأنه يجوز عليه ذلك لملازمته [2] أمر الله سبحانه، ولو لم يكن هناك أمر، لم تصح الملازمة. وفي هذا دلالة على جواز ثبوت القدرة على خلاف المعلوم، خلافا لقول المجبرة.
(ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير [148]).


[1] ناقة وكوف أي: غزيرة.
[2] أي: ملازمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمر الله.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست