responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 420
وقوله: (إن الله بالناس لرؤوف رحيم) رؤوف بهم لا يضيع عنده عمل عامل منهم. والرأفة أشد الرحمة. دل سبحانه بالرأفة والرحمة على أنه يوفر عليهم ما استحقوه من الثواب، من غير تضييع لشئ منه. وقيل: إنه سبحانه دل بقوله رؤوف رحيم، على أنه منعم على الناس بتحويل القبلة.
واستدل كثير من العلماء بهذه الآية على أن إجماع الأمة حجة من حيث إنه وصفهم بأنهم عدول، فإذا عدلهم الله تعالى، لم يجز أن تكون شهادتهم مردودة والصحيح أنها لا تدل على ذلك، لأن ظاهر الآية أن يكون كل واحد من الأمة بهذه الصفة، ومعلوم خلاف ذلك. ومتى حملوا الآية على بعض الأمة، لم يكونوا بأولى ممن يحملها على المعصومين والأئمة من آل الرسول عليهم السلام.
وفي هذه الآية دلالة على جواز النسخ في الشريعة، بل على وقوعه، لأنه قال: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) فأخبر أنه تعالى هو الجاعل لتلك القبلة، وأنه هو الذي نقله عنها، وذلك هو النسخ.
(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون (144)).
اللغة: الرؤية: هي إدراك الشئ بالبصر، ونظيره الإبصار. ثم تستعمل بمعنى العلم. والتقلب والتحول والتصرف نظائر: وهو التحرك في الجهات، ويقال: وليتك القبلة أي: صيرتك تستقبلها بوجهك، وليس هذا المعنى في فعلت منه، لأنك تقول: وليت الدار، فلا يكون فيه دلالة على أنك واجهتها، ففعلت في هذه الكلمة ليس بمنقول من فعلت الذي هو وليت. وقد جاءت هذه الكلمة مستعملة على خلاف المقابلة والمواجهة في نحو قوله: (ويولون الدبر)، وقوله: (ويولوكم الأدبار) فهذا منقول من قولهم داري تلي داره، تقول: وليت ميامنه، وولاني ميامنه، مثل فرح وفرحته. والرضا والمحبة نظيران، وإنما يظهر الفرق بضديهما. فالمحبة: ضدها البغض. والرضا:


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست