responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 417
يقال: جاء القوم لزيدا، بمعنى إلا زيدا. وأما [1] في قوله: (وما كان الله ليضيع إيمانكم) فلام تأكيد نفي، وأصلها لام الإضافة أيضا، وينتصب الفعل بعدها بإضمار أن أيضا، إلا أنه لا يجوز إظهار أن بعدها، لأن التقدير: ما كان الله مضيعا إيمانكم. فلما حمل معناه على التأويل، حمل لفظه أيضا على التأويل، من غير تصريح بإظهار أن. ويجوز إظهار أن بعد لام كي، كما ذكرناه.
والكاف في قوله (وكذلك): كاف التشبيه، وهو في موضع النصب بالمصدر، وذلك إشارة إلى الهداية من قوله (يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) والتقدير: أنعمنا عليكم بالعدالة،. كما أنعمنا عليكم بالهداية. والعامل في الكاف جعلنا كأنه قيل: يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فقد أنعمنا عليكم بذلك، وجعلناكم أمة وسطا، فأنعمنا مثل ذلك الانعام. إلا أن جعلنا يدل على أنعمنا.
و (هدى الله): صلة الذين. والضمير العائد إلى الموصول محذوف، فتقديره على الذين هداهم الله. والجار والمجرور في محل نصب على الاستثناء تقديره: وإن كانت لكبيرة على الكل، إلا على الذين هدى الله.
المعنى: ثم بين سبحانه فضل هذه الأمة على سائر الأمم، فقال سبحانه: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وقد ذكرنا وجه تعلق الكاف المضاف إلى ذلك بما تقدم. أخبر عز اسمه أنه جعل أمة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم عدلا وواسطة بين الرسول والناس. ومتى قيل: إذا كان في الأمة من ليس هذه صفته، فكيف وصف جماعتهم بذلك؟ فالجواب: إن المراد به من كان بتلك الصفة، ولأن كل عصر لا يخلو من جماعة هذه صفتهم.
وروى بريد بن معاوية العجلي عن الباقر عليه السلام: نحن الأمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته في أرضه. وفي رواية أخرى قال: إلينا يرجع الغالي، وبنا يلحق المقصر. وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي عن علي عليه السلام: إن الله تعالى إيانا عنى بقوله (لتكونوا شهداء على الناس) فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله تعالى: (كذلك جعلناكم أمة وسطا).


[1] [اللام].


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست